الركنية. و في يوم السبت ثامن شهر ربيع الآخر سنة أربع و سبعين (بتقديم السين) و ثمانمائة درّس فيها شيخنا شيخ الشافعية في وقته نجم الدين محمد بن ولي الدين عبد اللّه الدمشقي الشهير بابن قاضي عجلون [1]، و حضرت معه فيها مع فضلاء الطلبة الأقدمين إلى آخر حضوراته فيها، و درّس بها في المنهاج في أول كتاب البيع، فظهر منه إتقان و تفنن و تحرير، و هو إذ ذاك يؤلف في كتابه الأعجوبة شرح المنهاج المسمى (بالتحرير) و هو شرح عظيم الشأن لو بيض لجاء في مجلدات، و له (تصحيح على المنهاج) كبير و دونه، و له كتاب (التاج في زوائد الروضة على المنهاج)، و هو أعجوبة في غاية الإتقان، و له شرح على المنهاج في قدر العجالة سماه (الفتوح)، و له مصنف في تحريم لبس السنجاب، و آخر في تحريم ذبايح اليهود و النصارى الموجودين في هذا الزمان، و له شرح العقيدة الشيبانية، ميلاده سنة إحدى و ثلاثين و ثمانمائة. أخذ عن والده و عن تقي الدين ابن قاضي شهبة و عن الشرواني و عن جماعة آخرين.
62- المدرسة الظاهرية الجوانية
داخل بابي الفرج و الفراديس بينهما، جوار الجامع شمالي باب البريد و قبلي الاقباليتين و الجاروخية و شرقي العادلية الكبرى، بابهما متواجهان، بينهما الطريق، بنيت مكان دار العقيقي، و هي كانت دار أيوب [2] والد صلاح الدين. قال ابن كثير في سنة ست و سبعين و ستمائة: و في يوم السبت تاسع جمادى الأولى شرع في بناء الدار التي تعرف بدار العقيقي تجاه العادلية لتجعل مدرسة و تربة الملك الظاهر، و لم تكن قبل ذلك إلا دارا أيضا للعقيقي، و هي المجاورة لحمام العقيقي، تجاه العادلية، و أسس أساس التربة في خامس جمادى الآخرة و أسست المدرسة أيضا. و قال ابن قاضي شهبة في سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة: العقيقي صاحب الحمام بباب البريد أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي العقيقي، توفي في جمادى الأولى من هذه السنة، و حضر جنازته بكجور