قال السيد شمس الدين الحسيني في ذيل العبر في سنة ستين و سبعمائة: و في شهر ربيع الأول صرف القاضي ناصر الدين الحلبي عن كتابة السر بدمشق و مشيخة الشيوخ إلى كتابة سرّ حلب الشهباء، فولى بعده كتابة السر بدمشق شيخنا وكيل بيت المال القاضي أمين الدين بن القلانسي مع تدريس الناصرية و الشامية الجوانية و مشيخة الشيوخ انتهى. ثم قال في سنة ثلاث و ستين و سبعمائة:
و مات بدمشق القاضي الرئيس النبيل أمين الدين أبو عبد اللّه محمد ابن القاضي جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن نصر اللّه التميمي الدمشقي ابن القلانسي، ولد سنة إحدى و سبعمائة، و أجاز له الحافظ شرف الدين الدمياطي [1] و غيره. و حدّث عن إسماعيل ابن مكتوم، و عيسى المطعم، و ست الوزراء و غيرهم، و ولي قضاء العساكر بدمشق، و وكالة بيت المال مرات، و درّس بالعصرونية، ثم ولي كتابة السر عوضا عن القاضي ناصر الدين الحلبي و مشيخة الشيوخ و تدريس الناصرية و الشامية الجوانية، ثم عزل في العام الماضي و أوذي و أدى في المصادرة جملة، و توفي في شهر ربيع الأول انتهى. ثم قال في سنة ثلاث و ستين المذكورة: و مات القاضي ناصر الدين الحلبي، و كان عاد في العام الماضي إلى دمشق على جهاته، و كان دينا فاضلا، عفيفا نزها، عديم الشر تامّ العقل، توفي في ذي القعدة. و تولي بعده تدريس الناصرية سيدنا قاضي القضاة بدر الدين السبكي انتهى. و قد تقدمت ترجمة قاضي القضاة بدر الدين السبكي هذا في المدرسة الأتابكية. ثم درس بها قاضي القضاة ولي الدين أبو ذر عبد اللّه ابن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء السبكي، و قد تقدمت ترجمته في دار الحديث الأشرفية الدمشقية. [2] و قال ابن قاضي شهبة في ذيله في شهر رمضان سنة ست و عشرين في وفاة ابن الشيرجي: و لما مات القاضي ولي الدين سنة خمس و ثمانين ولي القاضي سري الدين تدريس الشامية الجوانية و استمرّت بيده، مع أن فتح الدين بن