الشافعية و أعيانهم، أخذ عن الشيخ فخر الدين بن عساكر، ثم عن ابن الصلاح، و كان إماما عاملا عالما فاضلا مقيما بالرواحية، أعاد بها عن ابن الصلاح عشرين سنة و أفاد الطلبة، و قد أخذ عن جماعة، و ممن قرأ عليه الشيخ محيي الدين النواوي. قال عنه في أوائل تهذيب الأسماء و اللغات: أول شيوخي الامام المتفق على علمه و زهده و ورعه و كثرة عبادته، و عظيم فضله و تمييزه في ذلك على أشكاله و ترجمته طويلة، توفي بالرواحية في ذي القعدة سنة خمسين و ستمائة، و دفن إلى جانب ابن الصلاح بالصوفية. و ممن أعاد بها تاج الدين بن الحباب، و قد تقدمت ترجمته في المدرسة الأسدية.
(تنبيه): قد ذكرنا هنا أن بدر الدين بن أبي البقاء نزل عن تدريس هذه المدرسة للشرف الغزي، و تقدم في المدرسة الأمينية أنه نزل بدر الدين عن تدريسها و نظرها للشرف الرمثاوي، فلعله استعاد التدريس من الشرف هذا، ثم نزل عنه الشرف الغزي، و اللّه سبحانه و تعالى أعلم بالصواب.
47- المدرسة الخضرية
بمقصورة الخضر 7 غربي الجامع الأموي بدمشق، و الذي حقق من مدرسيها: الشيخ عماد الدين، ثم من بعده جمال الدين بن الحموي، و كان يذكر هناك الدرس عماد الدين عبد العزيز بن محمد بن الصائغ [1] ثم توفي، قاله ابن شداد. و قال ابن قاضي شهبة في صفر سنة أربع و ثلاثين و ثمانمائة:
و ممن توفي فيها بهاء الدين محمد (و خلّى بياضا)، قرأ التنبيه في صغره، و درّس بالنجيبية البرانية و الحلقة الخضرية بالجامع، و باشر نظر الربط، ثم ترك ذلك، و كان يكدح على الدنيا و يظهر فقرا كثيرا، و الناس يتهمونه بذهب كثير و أشياء في مباشرة الربط ناله من تمرلنك، إلى الآن لم يعمر شيئا منها، مع أن بعضها له وقف جيد، و إذا جاء شيء بسبب الأوقاف صبر للترسيم و الاهانة، و استشفع بالناس. توفي يوم الجمعة يوم تاسع عشر، و صلي عليه من الغد، و دفن