و كانت المدرسة المذكورة مقابل بيته و كان مقابل داره سبيلا، و جعل شيئا من قراءة الحديث للمدرسة الحلبية المذكورة، و قرّاء البخاري و جهات برّ و خير، (; تعالى) و نفعه بما فعل و أجزل له العمل آمين، انتهى ذلك ملخصا.
41- المدرسة الخبيصية
قبلي الزنجاري. قال الأسدي في المحرم سنة أربع عشرة و ثمان مائة: أقضى القضاة بدر الدين حسين المعروف بابن قاضي أذرعات، اشتغل في النحو على شرف الدين الأنطاكي حتى فضل في ذلك، و أخذ الفقه عن نجم الدين ابن الجابي [1] و شرف الدين بن الشريشي، و اشتغل مع الفقهاء أي فقهاء البادرائية، و صحب القاضي سري الدين [2]، ثم صحب قاضي القضاة علاء الدين [3] و اختصّ به كثيرا، و حصل له منه نفع و وظائف، و ناب بعد الفتنة لقاضي القضاة نجم الدين بن حجي، و لقاضي القضاة الأخنائي، و لشهاب الدين الباعوني، ثم ترك ذلك و أشهد عليه انه تاب من ولاية القضاة، و كان يكتب خطا حسنا سريعا، نسخ بخطه أشياء كثيرة، و كان فصيح العبارة ذكيا، و لكنه كان قليل الاستحضار للفقه، و له تصدير بالجامع يشتغل فيه و كان قليل الأذى بلسانه و فعاله، و كان آخر عمره خيرا من أوله، و ختم له بالشهادة، فتوفي ليلة الأحد وقت المغرب سلخ الشهر بسكنه بأعلى مدرسة الخبيصية و دفن من الغد بتربة الشيخ أرسلان، و حضر جنازته خلق كثير، و خلف ثلاثة بنين، و كتب جهاته و هي التصدير و إعادة العذراوية و مشيخة مدرسة الخبيصية، و عمالة السميساطية، و نصف خطابة الكرك و الفقاهات باسم أولاده، و لم يكن بيده تدريس. و كان كريم النفس، و كان له أربعة عشر من فقهاء الشافعية المشهورين انتهى. و قال الأسدي في شهر رمضان سنة ست عشرة و ثمانمائة: و ممن صلى في هذا الشهر بالقرآن الكريم عبد الوهاب ابن