responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 8  صفحه : 359
عَمِيرَةَ [1] ، لَكِنْ كَانَ قَدْ سَاعَدَهُ غَيْرُهُ، فَجَلَسَ وكيع على صدره وفيه رمق، فذهب ليوء فَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ ذَلِكَ، وَجَعَلَ وَكِيعٌ يَقُولُ: يَا ثَارَاتِ دَويلة - يَعْنِي أَخَاهُ - وَكَانَ دُوَيْلَةُ قد قتله ابن خازم، ثم إن خَازِمٍ تَنَخَّمَ فِي وَجْهِ وَكِيعٍ قَالَ وَكِيعٌ: لَمْ أَرَ أَحَدًا أَكْثَرَ رِيقًا مِنْهُ فِي تلك الحال، وكان أبو هريرة إذا ذكر هذا يقول: هذه والله هي الْبَسَالَةُ، وَقَالَ لَهُ ابْنُ خَازِمٍ: وَيْحَكَ أَتَقْتُلُنِي بأخيك؟ لعنك الله، أتقتل كبش مصر بِأَخِيكَ الْعِلْجِ؟ وَكَانَ لَا يُسَاوِي كَفًّا مِنْ تراب - أو قال من نوىً - قال: فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ وَأَقْبَلَ بُكَيْرُ بْنُ وِشَاحٍ فَأَرَادَ أخذ الرأس فمنعه منه بجير بن ورقاء فضربه بجير بعموده وَقَيَّدَهُ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّأْسَ ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِالنَّصْرِ والظفر، فَسُرَّ بِذَلِكَ سُرُورًا كَثِيرًا، وَكَتَبَ إِلَى بُكَيْرِ بن وشاح بإقراره عَلَى نِيَابَةِ خُرَاسَانَ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أُخِذَتِ المدينة من ابن الزبير واستناب فيها عبد الملك طَارِقَ بْنَ عَمْرٍو، الَّذِي كَانَ بَعَثَهُ مَدَدًا للحجاج.
وهذه ترجمة عبد الله بن خَازِمٍ
هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ بْنِ أَسْمَاءَ السُّلَمِيُّ أَبُو صَالِحٍ الْبَصْرِيُّ أَمِيرُ خُرَاسَانَ أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَالْفُرْسَانِ الْمَشْكُورِينَ، قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ فِي تهذيبه: ويقال لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعِمَامَةِ السَّوْدَاءِ، وَهُوَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ لَكِنْ لَمْ
يُسَمُّوهُ، وروى عَنْهُ سَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّازِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ الأزرق.
روى أبو بشير الدُّولَابِيُّ أنَّه قُتِلَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، وَقِيلَ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، وَلَيْسَ هَذَا القول بشئ.
انتهى ما ذكره شيخنا، وقد ذكره أبو الحسن بن الْأَثِيرِ فِي الْغَابَةِ فِي أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ، فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بن نهية [2] بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، أَبُو صَالِحٍ السُّلَمِيُّ، أمير خراسان، شجاع مشهور، وبطل مذكور، وروى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ الْأَزْرَقِ، وَسَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ، قِيلَ إِنَّ لَهُ صُحْبَةً، وَفَتَحَ سَرْخَسَ، وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى خُرَاسَانَ أَيَّامَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَوَّلُ مَا وَلِيَهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ بَعْدَ مَوْتِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَابْنِهِ مُعَاوِيَةَ، وَجَرَى لَهُ فِيهَا حُرُوبٌ كَثِيرَةٌ حَتَّى تَمَّ أَمْرُهُ بِهَا، وَقَدِ اسْتَقْصَيْنَا أَخْبَارَهُ فِي كِتَابِ الْكَامِلِ في التاريخ، وقتل سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ.
وَهَكَذَا حَكَى شَيْخُنَا عَنِ الدولابي، وكذا رأيت في التاريخ لشيخنا الذهبي.
والذي ذكره ابن جرير في تَارِيخِهِ أَنَّهُ قُتِلَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ، قَالَ: وزعم بعضهم أنَّه قُتِلَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بَعَثَ بِرَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ إلى ابن خازم بخراسان [3] ، وبعث يدعوه إِلَى طَاعَتِهِ وَلَهُ خُرَاسَانُ عَشْرَ سِنِينَ، وَأَنَّ ابن خازم لما رأى رأس ابن

[1] في ابن الاثير 4 / 346: بكير بن عمرو القريعي، وفي الاصابة 2 / 301 والمعارف لابن قتيبة ص 184: وكيع بن الدورقية.
[2] في أُسد الغابة 3 / 148 والاصابة 2 / 310: بهثة.
[3] في رواية الاصابة: أن عبد الملك أرسل برأس مصعب بن الزُّبير بعد قتله إلى ابن خازم فغسله ثم صلى عليه.
(*)
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 8  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست