responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 6  صفحه : 191
بَابُ الْمَسَائِلِ الَّتِي سُئِلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأجاب عنها بما يطابق الحقّ الموافق لها في الكتب الموروثة عن الأنبياء قَدْ ذَكَرْنَا فِي أَوَّلِ الْبِعْثَةِ مَا تعنَّتت به قريش وبعتث إِلَى يَهُودِ الْمَدِينَةِ يَسْأَلُونَهُمْ عَنْ أَشْيَاءَ يَسْأَلُونَ عَنْهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فَقَالُوا: سَلُوهُ عَنِ الرَّوح، وَعَنْ أَقْوَامٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهر فَلَا يُدْرَىَ مَا صَنَعُوا، وَعَنْ رَجُلٍ طوَّاف فِي الْأَرْضِ بَلَغَ الْمَشَارِقَ وَالْمَغَارِبَ، فلمَّا رَجَعُوا سَأَلُوا عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: * (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وما أوتيم مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قيلا) * [الاسراء: 85] وأنزل سورة الكهف يشرح فيها خبر الفتية الذين فارقوا دين قومهم وآمنوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، وأفردوه بالعبادة، واعتزلوا قومهم، ونزلوا غاراً وهو الكهف، فناموا فيه، ثمَّ أيقظهم الله بعد ثلثمائة سنة وتسع سنين، وكان من أمرهم ما قصَّ الله علينا في كتابة العزيز، ثمَّ قصَّ خبر الرَّجلين المؤمن والكافر، وما كان من أمرهما، ثمَّ ذكر خبر موسى والخضر وما جرى لهما من الحكم والمواعظ، ثمَّ قال: * (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) * [الكهف: 83] ، ثمَّ شرح، ثمَّ ذكر خَبَرَهُ وَمَا وَصَلَ إِلَيْهِ مِنَ
الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، وَمَا عَمِلَ مِنَ الْمَصَالِحِ فِي الْعَالَمِ، وَهَذَا الإخبار هو الواقع في الْوَاقِعُ، وَإِنَّمَا يُوَافِقُهُ مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي بِأَيْدِي أَهْلِ الْكِتَابِ، مَا كَانَ مِنْهَا حَقًّا، وَأَمَّا مَا كَانَ محرَّفاً مُبَدَّلًا فَذَاكَ مَرْدُودٌ، فإنَّ الله بعث محمداً بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ لِيُبَيِّنَ للنَّاس مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْأَخْبَارِ وَالْأَحْكَامِ، قَالَ اللَّهُ تعالى بعد ذكر التَّوراة وَالْإِنْجِيلَ: * (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) * [الْمَائِدَةِ 48] وَذَكَرْنَا فِي أَوَّلِ الْهِجْرَةِ قصَّة إِسْلَامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، وأنَّه قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاس إِلَيْهِ فَكُنْتُ فِيمَنِ انْجَفَلَ، فلمَّا رأيت وجهه قلت [1] : إنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهٍ كذَّاب، فَكَانَ أَوَّلَ مَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أيُّها النَّاس، أَفْشُوا السَّلام، وصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعام، وصَلُّوا باللَّيل والنَّاس نِيَامٍ، تَدْخُلُوا الجنَّة بِسَلَامٍ.
وَثَبَتَ فِي صَحِيحِ البخاري وغيره من حديث إسماعيل بن عطية وَغَيْرِهِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قصَّة سُؤَالِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: ثَلَاثَ لَا يعلمهنَّ إِلَّا نَبِيٌّ، مَا أوَّل أَشْرَاطِ السَّاعة؟ وَمَا أوَّل طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجنَّة؟ وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ وَإِلَى أُمِّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبَرَنِي بهنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا، ثمَّ قَالَ: أمَّا أوَّل أَشْرَاطِ السَّاعة فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاس مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أوَّل طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجنَّة فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ، وَأَمَّا الْوَلَدُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجل مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ إِلَى أَبِيهِ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجل نَزَعَ الْوَلَدُ إِلَى أُمِّهِ [2] .
وَقَدْ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَاكِمِ عَنِ الْأَصَمِّ، عَنْ

[1] في النسخة التيمورية: علمت.
[2] أخرجه البخاري في مناقب الانصار (51) باب.
فتح الباري 7 / 272.
(*)
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 6  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست