responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 14  صفحه : 83
جمال الدين المزي، وهي التي أقرأت ابتنها زَوْجَتِي أَمَةَ الرَّحِيمِ زَيْنَبَ رَحِمَهُنَّ اللَّهُ وَأَكْرَمَهُنَّ برحمته
وجنته آمين.
ثم دخلت سنة خمش عَشْرَةَ وَسَبْعِمِائَةٍ اسْتَهَلَّتْ وَالْحُكَّامُ فِي الْبِلَادِ هُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي الَّتِي قَبْلَهَا.
فَتْحُ مَلَطْيَةَ فِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ مُسْتَهَلِّ الْمُحَرَّمِ خَرَجَ سَيْفُ الدِّينِ تنكز في الجيوش قَاصِدًا مَلَطْيَةَ [1] وَخَرَجَتِ الْأَطْلَابُ [2] عَلَى رَايَاتِهَا وَأَبْرَزُوا مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعُدَدِ وَآلَاتِ الْحَرْبِ، وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُودًا، وَخَرَجَ مَعَ الْجَيْشِ ابْنُ صَصْرَى لأنه قاضي العساكر وقاضي قضاة الشامية، فساروا حتى خلوا حَلَبَ فِي الْحَادِي عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، وَمِنْهَا وَصَلُوا فِي السَّادِسَ عَشَرَ إِلَى بِلَادِ الرُّومِ إِلَى مَلَطْيَةَ، فَشَرَعُوا فِي مُحَاصَرَتِهَا فِي الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَقَدْ حُصِّنَتْ وَمُنِّعَتْ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُهَا، فَلَمَّا رَأَوْا كَثْرَةَ الْجَيْشِ نَزَلَ مُتَوَلِّيهَا وَقَاضِيهَا وَطَلَبُوا الْأَمَانَ فَأَمَّنُوا الْمُسْلِمِينَ وَدَخَلُوهَا، فَقَتَلُوا مِنَ الْأَرْمَنِ خَلْقًا وَمِنَ النَّصَارَى وَأَسَرُوا ذُرِّيَّةً كَثِيرَةً، وَتَعَدَّى ذَلِكَ إِلَى بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ وَغَنِمُوا شَيْئًا كَثِيرًا، وَأُخِذَتْ أَمْوَالُ كَثِيرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجَعُوا عَنْهَا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ رَابِعِ عِشْرِينَ الْمُحَرَّمِ إِلَى عَيْنِ تَابٍ إِلَى مَرْجِ دَابِقٍ، وَزُيِّنَتْ دِمَشْقُ وَدَقَّتِ الْبَشَائِرُ.
وَفِي أَوَّلِ صَفَرٍ رَحَلَ نَائِبُ مَلَطْيَةَ مُتَوَجِّهًا إِلَى السُّلْطَانِ.
وَفِي نِصْفِ الشَّهْرِ وَصَلَ قَاضِيهَا الشَّرِيفُ شمس الدين ومعه خلق مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِهَا، وَفِي بُكْرَةِ نَهَارِ الجمعة سادس عشر ربيع الأول دخل تنكز دمشق وَفِي خِدْمَتِهِ الْجُيُوشُ الشَّامِيَّةُ وَالْمِصْرِيَّةُ، وَخَرَجَ النَّاسُ لِلْفُرْجَةِ عَلَيْهِمْ عَلَى الْعَادَةِ، وَأَقَامَ الْمِصْرِيُّونَ قَلِيلًا ثُمَّ تَرَحَّلُوا إِلَى الْقَاهِرَةِ.
وَقَدْ كَانَتْ مَلَطْيَةُ إِقْطَاعًا لِلْجُوبَانِ أَطْلَقَهَا لَهُ مَلِكُ التَّتَرِ فَاسْتَنَابَ بِهَا رَجُلًا كُرْدِيًّا فَتَعَدَّى وَأَسَاءَ وَظَلَمَ، وَكَاتَبَ أَهْلُهَا السُّلْطَانَ النَّاصِرَ وَأَحَبُّوا أَنْ يَكُونُوا مِنْ رَعِيَّتِهِ، فَلَمَّا سَارُوا إِلَيْهَا وَأَخَذُوهَا وَفَعَلُوا مَا فَعَلُوا فِيهَا جَاءَهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْجُوبَانُ فَعَمَّرَهَا وَرَدَّ إِلَيْهَا خَلْقًا مِنَ الْأَرْمَنِ وَغَيْرِهِمْ.
وَفِي التَّاسِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ وَصَلَ إِلَيْنَا بِمَسْكِ بَكْتَمُرَ الْحَاجِبِ وَأَيْدُغْدِي شُقَيْرٍ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيسِ مُسْتَهَلِّ هَذَا الشَّهْرِ، وَذَلِكَ أنهم اتفقوا على السلطان فبلغه الخبر

[1] ملطية: مدينة قديمة، شمالي أعالي الفرات، جنوب سيواس (تقويم البلدان ص 384، ومعجم البلدان) .

[2] الاطلاب، مفردها طلب، لفظ كردي معناه الامير الذي يقود مائتي فارس في ميدان القتال، ويطلق كذلك على قائد المئة أو السبعين، أول ما استعمل في مصر والشام أيام صلاح الدين، ثم عدل مدلوله فأصبح يطلق على الكتيبة من الجيش (السلوك 1 / 248 حاشية 2) وعن سبب غزو ملطية انظر السلوك للمقريزي ج 2 / 1 / 14 3 ومختصر أبي الفداء 4 / 74.
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 14  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست