responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 14  صفحه : 38
تُقَلِّبُنِي أَيْدِي الْغَرَامِ بلوعةٍ * أَرَى النَّارَ مِنْ تِلْقَائِهَا لِي أَبْرَدَا وَمَزَّقَ صَبْرِي بَعْدَ جِيرَانِ حاجزٍ * سَعِيرُ غَرَامٍ بَاتَ فِي الْقَلْبِ مُوقَدَا فَأَمْطَرْتُهُ دَمْعِي لَعَلَّ زَفِيرَهُ * يَقِلُّ فَزَادَتْهُ الدُّمُوعُ تَوَقُّدَا فَبِتُّ بِلَيْلٍ نَابِغِيٍّ وَلَا أَرَى * عَلَى النأي من بعد الأحبة صعدا فيا لك من ليل تباعدا فَجْرُهُ * عليَّ إِلَى أَنْ خِلْتُهُ قَدْ تَخَلَّدَا غَرَامًا وَوَجْدًا لَا يُحَدُّ أَقَلُّهُ * بِأَهْيَفَ مَعْسُولِ الْمَرَاشِفِ أَغْيَدَا لَهُ طَلْعَةٌ كَالْبَدْرِ زَانَ جَمَالَهَا * بِطُرَّةِ شَعْرٍ حَالِكُ اللَّوْنِ أَسْوَدَا يَهُزُّ مِنَ القد الرشيق مثقفاً * ويشهر من جفينه سَيْفًا مُهَنَّدَا وَفِي وَرْدِ خَدَّيْهِ وَآسِ عِذَارِهِ * وَضَوْءِ ثَنَايَاهُ فَنِيتُ تَجَلُّدَا غَدَا كُلُّ حسنٍ دُونَهُ مُتَقَاصِرًا * وَأَضْحَى لَهُ رَبُّ الْجَمَالِ مُوَحِّدَا إذا مارنا واهتزا عِنْدَ لِقَائِهِ
سَبَاكَ، فَلَمْ تَمْلِكْ لِسَانًا وَلَا يَدَا وَتَسْجُدُ إِجْلَالًا لَهُ وَكَرَامَةً * وَتُقْسِمُ قَدْ أَمْسَيْتَ فِي الْحُسْنِ أَوْحَدَا وَرُبَّ أَخِي كفرٍ تَأَمَّلَ حُسْنَهُ * فَأَسْلَمَ مِنْ إِجْلَالِهِ وَتَشَهَّدَا وَأَنْكَرَ عيسى والصليب ومريماً * وأصبح يهوى بعد بغد مُحَمَّدَا أَيَا كَعْبَةَ الْحُسْنِ الَّتِي طَافَ حَوْلَهَا * فُؤَادِي، أَمَا لِلصَّدِ عِنْدَكَ مِنْ فِدَا؟ قَنِعْتُ بطيفٍ مِنْ خَيَالِكِ طارقٍ * وَقَدْ كُنْتُ لَا أرضى بوصلك سرمدا فقد شفني شوقٌ تجاوزا حَدَّهُ * وَحَسْبُكَ مِنْ شوقٍ تَجَاوَزَ وَاعْتَدَا سَأَلْتُكَ إِلَّا مَا مَرَرْتَ بِحَيِّنَا * بِفَضْلِكَ يَا رَبَّ الْمَلَاحَةِ وَالنَّدَا لَعَلَّ جُفُونِي أَنْ تَغِيضَ دُمُوعُهَا * وَيَسْكُنَ قلبٌ مُذْ هَجَرْتَ فَمَا هَدَا غَلِطْتَ بهجراني ولو كنت صبيا * لَمَا صَدَّكَ الْوَاشُونَ عَنِّي وَلَا الْعِدَا وَعِدَّتُهَا ثلات وَعِشْرُونَ بَيْتًا وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ مَا صَنَعَ مِنَ الشِّعْرِ.
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِمِائَةٍ
استهلت والخليفة والسلطان والحكام والمباشرون هم المذكرون فِي الَّتِي قَبْلَهَا، وَفِي يَوْمِ الْأَحَدِ ثَالِثِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ حَضَّرْتُ الدُّرُوسَ وَالْوَظَائِفَ الَّتِي أَنْشَأَهَا الْأَمِيرُ بَيْبَرْسُ الْجَاشْنَكِيرُ الْمَنْصُورِيُّ بِجَامِعِ الْحَاكِمِ بَعْدَ أن جدده من خرابه بالزلزلة التي طرأت على دِيَارَ مِصْرَ فِي آخِرِ سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِمِائَةٍ، وجعل القضاة الاربعة عم الْمُدَرِّسِينَ لِلْمَذَاهِبِ، وَشَيْخَ الْحَدِيثِ سَعْدَ الدِّينِ الْحَارِثِيَّ، وشيخ النحو أثير الدين أبو حيان، وشيخ القراءات السبع الشيخ نور الدين الشطنوفي، وشيخ إفادة العلوم الشيخ عَلَاءَ الدِّينِ الْقُونَوِيَّ.
وَفِي جُمَادَى الْآخِرَةِ بَاشَرَ الْأَمِيرُ رُكْنُ الدِّينِ بَيْبَرْسُ الْحُجُوبِيَّةَ مَعَ الْأَمِيرِ سَيْفِ الدِّينِ بَكْتَمُرَ، وَصَارَا حَاجِبَيْنِ كَبِيرَيْنِ فِي دمشق.
وفي رجب أحضر إلى
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 14  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست