responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 14  صفحه : 338
دخول نائب السلطنة سيف الدين تشتمر [1] (*) وذلك في أوائل رمضان يوم السبت ضحى وَالْحَجَبَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْجَيْشُ بِكَمَالِهِ، فَتَقَدَّمَ إِلَى سوق الخيل فأركب فيه ثم جاء ونزل عند باب السر، وَقَبَّلَ الْعَتَبَةَ ثمَّ مَشَى إِلَى دَارِ السَّعَادَةِ والنَّاس بين يديه، وكان أول شئ حَكَمَ فِيهِ أَنْ أَمَرَ بِصَلْبِ الَّذِي كَانَ قَتَلَ بِالْأَمْسِ وَالِيَ الصَّالِحِيَّةِ، وَهُوَ ذَاهِبٌ إِلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ هَرَبَ فَتَبِعَهُ النَّاسُ فَقَتَلَ مِنْهُمْ آخَرَ وَجَرَحَ آخَرِينَ ثُمَّ تَكَاثَرُوا عَلَيْهِ فمسك، ولما صلب طافوا به على حمل إِلَى الصَّالِحِيَّةِ فَمَاتَ هُنَاكَ بَعْدَ أَيَّامٍ، وَقَاسَى أَمْرًا شَدِيدًا مِنَ الْعُقُوبَاتِ، وَقَدْ ظَهَرَ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى أنَّه قَتَلَ خَلْقًا كَثِيراً مِنَ النَّاسِ قَبَّحَهُ اللَّهُ.
قُدُومُ قَاضِي الْقُضَاةِ بَهَاءِ الدين أحمد بن تَقِيِّ الدِّينِ عِوَضًا عَنْ أَخِيهِ قَاضِي الْقُضَاةِ تاج الدين بن عَبْدِ الْوَهَّابِ قَدِمَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ قَبْلَ الْعَصْرِ فبدأ بملك الأمراء فسلَّم عَلَيْهِ، ثُمَّ مَشَى إِلَى دَارِ الْحَدِيثِ فَصَلَّى هُنَاكَ ثمَّ مَشَى إِلَى الْمَدْرَسَةِ الرُّكْنِيَّةِ فنزل بها عند ابن أخيه قاضي القضاة بدر الدين بن أبي الفتح، قَاضِي الْعَسَاكِرِ، وَذَهَبَ النَّاسُ لِلسَّلَامِ عَلَيْهِ وَهُوَ يَكْرَهُ مَنْ يُلَقِّبُهُ بِقَاضِي الْقُضَاةِ، وَعَلَيْهِ تَوَاضُعٌ وَتَقَشُّفٌ، وَيَظْهَرُ عَلَيْهِ تَأَسُّفٌ عَلَى مُفَارَقَةِ بَلَدِهِ ووطنه وولده وأهله، والله المسؤول الْمَأْمُولُ أَنْ يُحْسِنَ الْعَاقِبَةَ.
وَخَرَجَ الْمَحْمَلُ السُّلْطَانِيُّ يوم الخميس ثامن عَشَرَ شَوَّالٍ، وَأَمِيرُ الْحَاجِّ الْمَلِكُ صَلَاحُ الدِّينِ بن الملك الكامل بن السعيد الْعَادِلِ الْكَبِيرِ، وَقَاضِيَهُ الشَّيْخُ بَهَاءُ الدِّينِ بْنُ سَبُعٍ مُدَرِّسُ الْأَمِينِيَّةِ بِبَعْلَبَكَّ وَفِي هَذَا الشَّهْرِ وقع الحكم بما يَخُصُّ الْمُجَاهِدِينَ مِنْ وَقْفِ الْمَدْرَسَةَ التَّقْوِيَّةِ إِلَيْهِمْ، وَأَذِنَ الْقُضَاةُ الْأَرْبَعَةُ إِلَيْهِمْ بِحَضْرَةِ مَلِكِ الْأُمَرَاءِ في ذلك.
وفي ليلة الأحد ثالث شَهْرِ ذِي الْقَعْدَةِ تُوُفِّيَ الْقَاضِي نَاصِرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ كَاتِبُ السِّرِّ، وَشَيْخُ الشُّيُوخِ وَمُدَرِّسُ النَّاصِرِيَّةِ الْجَوَّانِيَّةِ وَالشَّامِيَّةِ الْجَوَّانِيَّةِ بِدِمَشْقَ، وَمُدَرِّسُ الْأَسَدِيَةِ بِحَلَبَ، وَقَدْ بَاشَرَ كِتَابَةَ السِّرِّ بِحَلَبَ أيضاً، وقضاء العساكر وأفتى بزمان ولاية الشيخ كمال الدين
الزَّمَلْكَانِيِّ قَضَاءَ حَلَبَ، أُذِنَ لَهُ هُنَالِكَ فِي حُدُودِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سبع وسبعمائة، وقد قرأ التنبيه ومختصر ابْنِ الْحَاجِبِ فِي الْأُصُولِ، وَفِي الْعَرَبِيَّةِ، وَكَانَ عِنْدَهُ نَبَاهَةٌ وَمُمَارَسَةٌ لِلْعِلْمِ، وَفِيهِ جَوْدَةُ طِبَاعٍ وَإِحْسَانٌ بِحَسَبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ يُتَوَسَّمُ مِنْهُ سُوءٌ، وَفِيهِ دِيَانَةٌ وَعِفَّةٌ، حَلَفَ لِي في وقت بالأيمان المغلظة إنه لم يمكن قَطُّ مِنْهُ فَاحِشَةُ اللِّوَاطِ وَلَا خَطَرَ لَهُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَزِنِ وَلَمْ يَشْرَبْ مُسْكِرًا وَلَا أَكَلَ حَشِيشَةً، فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ، صُلِّيَ عليه بعد

[1] كان قد أخلع عليه في جمادى الآخرة نيابة السلطنة في الشام.
(بدائع الزهور 1 / 588) .
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 14  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست