responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 14  صفحه : 197
إِلَى أَهْلِهِ فِي عِزٍّ وَعَافِيَةٍ.
وَفِيهِ أَمَرَ السُّلْطَانُ بِعِمَارَةِ جَامِعِ الْقَلْعَةِ وَتَوْسِيعِهِ، وَعِمَارَةِ جَامِعِ مِصْرَ الْعَتِيقِ.
وَقَدِمَ إِلَى دِمَشْقَ الْقَاضِي جَمَالُ الدين محمد [1] بن عماد الدِّينِ بْنِ الْأَثِيرِ كَاتِبَ سِرٍّ بِهَا عِوَضًا عن ابن الشهاب محمود [2] .
ووقع في هذا لشهر وَالَّذِي بَعْدَهُ مَوْتٌ كَثِيرٌ فِي النَّاسِ بِالْخَانُوقِ.
وَفِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مُسِكَ الْأَمِيرُ نَجْمُ الدِّينِ بْنُ الزَّيْبَقِ مُشِدُّ الدَّوَاوِينِ، وَصُودِرَ وَبِيعَتْ خُيُولُهُ وَحَوَاصِلُهُ، وَتَوَلَّاهُ بَعْدَهُ سَيْفُ الدِّينِ تَمُرٌ مَمْلُوكُ بكتمر الحاجب، وهو مشاد الزَّكَاةِ.
وَفِيهِ كَمَلَتْ عِمَارَةُ حَمَّامِ الْأَمِيرِ شَمْسِ الدين حمزة الذي تمكن عند تكنز بَعْدَ نَاصِرِ الدِّينِ الدَّوَادَارِ، ثُمَّ وَقَعَتِ الشَّنَاعَةُ عَلَيْهِ بِسَبَبِ ظُلْمِهِ فِي عِمَارَةِ هَذَا الْحَمَّامِ فَقَابَلَهُ النَّائِبُ عَلَى ذَلِكَ وَانْتَصَفَ لِلنَّاسِ مِنْهُ، وضربه بين يديه وضربه بِالْبُنْدُقِ بِيَدِهِ فِي وَجْهِهِ، وَسَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ أَوْدَعَهُ الْقَلْعَةَ ثُمَّ نَقَلَهُ إِلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَغَرَّقَهُ فِيهَا، وَعُزِلَ الْأَمِيرُ جَمَالُ الدِّينِ نَائِبُ الْكَرَكِ عَنْ نِيَابَةِ طَرَابُلُسَ حَسَبَ سُؤَالِهِ فِي ذلك، وراح إليها طيغال وَقَدِمَ نَائِبُ الْكَرَكِ إِلَى دِمَشْقَ وَقَدْ رُسِمَ له بالإقامة في سلخد، فلما تلقاه نائب السلطنة والجيش نزل في دار السعادة وأخذ سيفه بها نقل إِلَى الْقَلْعَةِ، ثُمَّ نُقِلَ إِلَى صَفَدَ [3] ثُمَّ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، ثُمَّ كَانَ آخِرُ الْعَهْدِ بِهِ.
وَفِي جُمَادَى الْأُولَى احْتِيطَ عَلَى دَارِ الْأَمِيرِ بَكْتَمُرَ الْحَاجِبِ الْحُسَامِيِّ بِالْقَاهِرَةِ، وَنُبِشَتْ وَأُخِذَ
مِنْهَا شئ كَثِيرٌ جِدًّا، وَكَانَ جَدُّ أَوْلَادِهِ نَائِبَ الْكَرَكِ الْمَذْكُورَ.
وَفِي يَوْمِ السَّبْتِ تَاسِعِ جُمَادَى الْآخِرَةِ باشر حسام الدين أبو بكر بن الْأَمِيرِ عِزِّ الدِّينِ أَيْبَكَ النَّجِيبِيُّ شَدَّ الْأَوْقَافِ عِوَضًا عَنِ ابْنِ بَكْتَاشَ، اعْتُقِلَ، وَخُلِعَ عَلَى الْمُتَوَلِّي وَهَنَّأَهُ النَّاسُ.
وَفِي مُنْتَصَفِ هَذَا الشَّهْرِ عُلِّقَ السِّتْرُ الْجَدِيدُ عَلَى خِزَانَةِ الْمُصْحَفِ الْعُثْمَانِيِّ، وهو من خز طويلة ثَمَانِيَةُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وَنِصْفٌ، غُرِمَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ وَخَمْسُمِائَةٍ، وَعُمِلَ فِي مُدَّةِ سَنَةٍ وَنِصْفٍ.
وَخَرَجَ الرَّكْبُ الشَّامِيُّ يَوْمَ الْخَمِيسِ تَاسِعَ شَوَّالٍ وَأَمِيرُهُ عَلَاءُ الدِّينِ الْمُرْسِيُّ، وَقَاضِيهِ شهاب الدين الظاهري.
وفيه رَجَعَ جَيْشُ حَلَبَ إِلَيْهَا وَكَانُوا عَشَرَةَ آلَافٍ سِوَى مَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ التُّرْكُمَانِ، وَكَانُوا فِي بِلَادِ أَذَنَةَ وَطَرَسُوسَ وَآيَاسَ، وَقَدْ خَرَّبُوا وَقَتَلُوا خَلْقًا كَثِيرًا، وَلَمْ يُعْدَمْ مِنْهُمْ سِوَى رَجُلٍ واحد غرق بنهر جاهان، ولكن كان قَتَلَ الْكُفَّارُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نحواً من ألف رجل، يوم عيد الفطر فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
وَفِيهِ وَقَعَ حريق عظيم بحماه فاحترق مِنْهُ أَسْوَاقٌ كَثِيرَةٌ، وَأَمْلَاكٌ وَأَوْقَافٌ، وَهَلَكَتْ أَمْوَالٌ

[1] ذكره صاحب مختصر أخبار البشر 4 / 114 وتذكرة النبيه 2 / 258: جمال الدين عبد الله بن القاضي كمال الدين محمد بن المولى عماد الدين إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن الاثير المتوفى سنة 778 (انظر شذرات الذهب 6 / 257) .

[2] وهو حفيد الامام شهاب الدين محمود بن سلمان الحلبي، المولى شهاب الدين أبي بكر بن شمس الدين محمد.
المتوفى سنة 744 هـ (مختصر أخبار البشر 4 / 115 تذكرة النبيه 2 / 258)

[3] في الاصل صفت.
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 14  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست