responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 10  صفحه : 12
الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ خَلْفَ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ لِيَأْتُوا بِهِ، وَرَكِبَ بَعْضُ مَوَالِي الْوَلِيدِ فرساً سابقاً فساق به حتى انتهى إلا مولاه من الليل، وقد نفق الفرس من السوق، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَلَمْ يُصَدِّقْهُ وَأَمَرَ بِضَرْبِهِ، ثُمَّ تَوَاتَرَتْ عَلَيْهِ الْأَخْبَارُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ أن يتحول من منزله إِلَى حِمْصَ فَإِنَّهَا حَصِينَةٌ.
وَقَالَ الْأَبْرَشُ سَعِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكَلْبِيُّ: انْزِلْ عَلَى قَوْمِي بِتَدْمُرَ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، بَلْ رَكِبَ بِمَنْ
مَعَهُ، وَهُوَ فِي مِائَتَيْ فَارِسٍ، وقصد أَصْحَابُ يَزِيدَ فَالْتَقَوْا بِثِقَلِهِ فِي أَثْنَاءِ الطَّرِيقِ فَأَخَذُوهُ، وَجَاءَ الْوَلِيدُ فَنَزَلَ حِصْنَ الْبَخْرَاءِ الَّذِي كَانَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَجَاءَهُ رَسُولُ العبَّاس بْنِ الْوَلِيدِ إِنِّي آتِيكَ - وَكَانَ مِنْ أَنْصَارِهِ - فَأَمَرَ الْوَلِيدُ بِإِبْرَازِ سَرِيرِهِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَقَالَ: أعليَّ يَتَوَثَّبُ الرِّجَالُ وَأَنَا أَثِبُ عَلَى الْأَسَدِ وأتخصر للافاعي؟ وَقَدِمَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ بِمَنْ مَعَهُ، وَإِنَّمَا كَانَ قَدْ خَلَصَ مَعَهُ مِنَ الْأَلْفَيْ فَارِسٍ ثَمَانِمِائَةِ فَارِسٍ، فَتَصَافُّوا فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فقتل من أصحاب العباس جماعة حملت رؤوسهم إِلَى الْوَلِيدِ، وَقَدْ كَانَ جَاءَ العبَّاس بْنُ الوليد لنصرة الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَخُوهُ عَبْدُ العزيز فجئ به قَهْرًا حَتَّى بَايَعَ لِأَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، وَاجْتَمَعُوا عَلَى حَرْبِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ اجْتِمَاعَهُمْ فَرُّوا مِنَ الْوَلِيدِ إِلَيْهِمْ، وبقي الوليد في دل وقل من الناس، فلجأ إلى الحصن فجاؤوا إِلَيْهِ وَأَحَاطُوا بِهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ يُحَاصِرُونَهُ، فَدَنَا الْوَلِيدُ مِنْ بَابِ الْحِصْنِ فَنَادَى لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ شَرِيفٌ، فَكَلَّمَهُ يَزِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ السَّكْسَكِيُّ، فقال الوليد: ألم أدفع الموت [1] عنكم؟ ألم أعط فقراءكم؟ ألم أخدم نساءكم [2] ؟ فقال يَزِيدُ [3] : إِنَّمَا نَنْقِمُ عَلَيْكَ انْتِهَاكَ الْمَحَارِمِ وَشُرْبَ الْخُمُورِ وَنِكَاحَ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِ أَبِيكَ، وَاسْتِخْفَافَكَ بِأَمْرِ الله عزوجل.
فقال، حسبك يا أخا السكاسك، لَقَدْ أَكْثَرْتَ وَأَغْرَقْتَ، وَإِنَّ فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لي لسعة عما ذكرته.
ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي لَا ترتقن فتنتكم وَلَا يُلِمَّ شَعَثُكُمْ وَلَا تَجْتَمِعُ كَلِمَتُكُمْ.
وَرَجَعَ إلى القصر فَجَلَسَ وَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ مُصْحَفًا فَنَشَرَهُ وَأَقْبَلَ يَقْرَأُ فِيهِ وَقَالَ: يَوْمٌ كَيَوْمِ عُثْمَانَ، وَاسْتَسْلَمَ، وَتَسَوَّرَ عَلَيْهِ أُولَئِكَ الْحَائِطَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ نَزَلَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ وإلى جانبه سيف فَقَالَ: نَحِّهِ عَنْكَ، فَقَالَ الْوَلِيدُ: لَوْ أَرَدْتَ الْقِتَالَ بِهِ لَكَانَ غَيْرَ هَذَا، فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَحْبِسَهُ حَتَّى يَبْعَثَ بِهِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، فَبَادَرَهُ عَلَيْهِ عَشَرَةٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ فَأَقْبَلُوا عَلَى الْوَلِيدِ يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ بِالسُّيُوفِ حَتَّى قَتَلُوهُ [4] ، ثُمَّ جَرُّوهُ بِرِجْلِهِ لِيُخْرِجُوهُ، فَصَاحَتِ النِّسْوَةُ فَتَرَكُوهُ، وَاحْتَزَّ أَبُو علاقة القضاعي رأسه، واحتاطوا على ما كان معه مما كان خرج به في وجهه ذلك، وَبَعَثُوا بِهِ إِلَى يَزِيدَ مَعَ عَشَرَةِ نَفَرٍ، مِنْهُمْ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ وَرَوْحُ بْنُ مُقْبِلٍ وَبِشْرٌ مَوْلَى كِنَانَةَ مِنْ بَنِي كَلْبٍ، وَعَبْدُ الرحمن

[1] في الطبري 9 / 15 وابن الاثير 5 / 287: المؤن.
[2] في الطبري وابن الاثير: زمناكم.
[3] في الامامة والسياسة 2 / 135: عبد السلام.
وذكر كلاما له علاقة بمقتل خالد بن عبد الله القسري.
[4] في ابن الاثير 5 / 288: ضربه عبد السلام اللخمي على رأسه وضربه السندي بن زياد بن أبي كبشة في وجهه.
ثم احتز رأسه عبد السلام (انظر الطبري) .
(*)
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 10  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست