responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء نویسنده : ابن العمراني    جلد : 1  صفحه : 81
وأنا أعلم يقينا أنه ما سألني إلا لأخبره بمثل ذلك. فعملت هذين البيتين في الحال وغنّيته بهما:
إذا نحن صدقناك ... فضرّ عندك الصدق
طلبنا النفع بالباطل ... إذ لم ينفع الحق
[1] فضحك وقال لي: صرت حقودا يا ابن الخبيثة؟
ثم إن جعفر بن يحيى جمع المنجّمين وأخذوا له الطالع للخروج إلى خراسان واتفقوا على اختيار يوم السبت السابع والعشرين من المحرم سنة سبع وثمانين ومائة. ولما كان في ليلة السبت كان عند الرشيد ينادمه. وكان إذا ركب يركب معه أربعة آلاف ومن عسكر الرشيد [26 أ] أكثر منهم ومن عسكر خراسان الذين كانوا مقيمين بالحضرة خلق عظيم. ولما سكر خرج من دار الرشيد عائدا إلى داره وهم معه، فلما دخل داره تفرقوا وجلس في داره مع خواصّه وجماعته ممن كان ينادمهم في الخلوة. وجمع وكلاءه ونوّابه وكان يوصيهم بما يعتمدونه بعد خروجه في أملاكه وأسبابه والرشيد قد وكلّ به من يعلمه بخبره، فأخبر الرشيد أنه قد بقي وحده وتفرّق الجند عنه فأمر الرشيد مسرورا «151» السّياف بضرب خيمة كبيرة في وسط صحن الدار ففعل ثم أمره باختيار أربع مائة غلام من خواص مماليكه فاختارهم ثم أمرهم بحمل السلاح وإدخالهم الخيمة ثم قال لمسرور: امض الآن إلى جعفر وقل له عنى قد وصلتني الخرائط وفيها أخبار بنى رافع الخوارج وما جرى منهم في أعمال ما وراء النهر وكنت قد ودّعتنى وما شبعت من توديعك فأحب أن تصير إليّ حتى أودعك ثانيا وأوقفك على الكتب الواصلة. فإذا جاء معك فاعدل به إلى الخيمة وخذ رأسه وجئني به ولا تراجعني فيه. قال مسرور: فمضيت إلى دار جعفر ولم يبق فيها سوى الخواص من خدمه والخصيان وعدة من المماليك الصغار. فسألت عنه أنائم هو؟ قيل: لا ولكنه جالس في البيت الفلاني وعنده أبو زكّار الأعمى القوّال يغنّيه فقصدت البيت الّذي كان فيه

[1] الأبيات في الأغاني 5/ 398، فوات الوفيات 2/ 617.
نام کتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء نویسنده : ابن العمراني    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست