responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 35


والنصرة ، فإن سمعت ، وأطعت ، وآمنت بالله ، وخلعت الأنداد التي تعبد من دون الله ، وحملت إلى وظيفة الخراج ، قبلت منك وكففت عنك ، وتنكبت أرضك ، وإن أبيت ذلك سرت إليك ، ولا قوة إلا بالله ) .
فكتبت إليه : ( أن الذي حملك على ما كتبت به فرط بغيك ، وعجبك بنفسك ، فإذا شئت أن تسير فسر ، تذق غير ما ذقت من غيري ، والسلام ) .
فلما رجع جواب كتابه أرسل إليها بملك مصر ، وكان في طاعته ، ليدعوها إلى الطاعة ، وينذرها وبال المعصية ، فسار إليها في مائة رجل من خاصته ، فلم يجد عندها ما يحب ، فرجع إلى الإسكندر ، فأعلمه ، فتجهز الإسكندر إليها ، ومضى في جنوده ، حتى انتهى إلى مدينة القيروان [1] - وهي من مصر على شهر - فافتتحها بالمجانيق [2] ، ثم سار إلى القنداقة ، فكانت له ولها قصص وأنباء ، فعاهدها على الموادعة و المسالمة ، وألا يطور بسلطانها وشئ مما في مملكتها .
ثم سار من هناك قاصدا الظلمة التي في الشمال ، حتى دخلها ، فسار فيها ما شاء الله ، ثم انكفأ راجعا حتى إذا صار في تخوم أرض الروم ابتنى هناك مدينتين ، يقال لإحداهما ، قافونية ، وللأخرى سورية .
( الإسكندر وبلاد الشرق الأقصى ) ثم هم بالاجتياز إلى أرض المشرق ، فقال له وزراؤه : ( كيف يمكنك الاجتياز إلى مطلع الشمس من هذه الجهة ، ودون ذلك البحر الأخضر ، ولا تعمل فيه السفن ، لأن ماءه شبيه بالقيح ، ولا يصبر على نتن ريحه أحد ؟ ) فقال : ( لا بد من المسير ، ولو لم أسر إلا وحدي ) قالوا : ( نحن معك حيث سرت ) . فسار حتى قطع أرض الروم ، يؤم مشرق الشمس ، ثم جاوزهم



[1] مدينة بتنوس بناها عقبة بن نافع سنة 55 ه‌ . واتخذت عاصمة لبلاد المغرب ، وبها جوامع كثيرة
[2] جمع منجنيق ، لفظة معربة من الفارسية ، وهو آلة للحرب ، ترمى بها الحجارة .

نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست