responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 32


( دارا والإسكندر ) فلما ورد كتابه على الإسكندر جمع إليه جنوده ، وخرج متوجها نحو أرض العراق ، وبلغ ذلك دارا بن دارا ، فأحرز خزائنه وحرمه وأولاده في حصن همذان ، وكان من بنائه ، ثم لقي الإسكندر جادا مستنفرا ، فواقعه وقائع كثيرة ، لم يجد الإسكندر مطمعا فيه ، ولا في شئ منها ، ثم إنه دس إلى رجلين من أهل همذان ، كانا من بطانته وخاصة حرسه ، وأرغبهما ، فرغبا ، وغدرا بدارا :
أتياه من ورائه حين صاف الإسكندر في بعض أيامه ، ففتكا به ، وانفضت جموع دارا ، وأقبل الإسكندر حتى وقف على دارا صريعا ، فنزل ، فجعل رأسه في حجره ، وبه رمق ، فجزع عليه ، وقال : ( يا أخي ، إن سلمت من مصرعك خليت بينك وبين ملكك ، فاعهد إلي بما أحببت ، أف لك به ) .
فقال دارا : ( اعتبر بي [1] ، كيف كنت أمس ، وكيف أنا اليوم ، الست الذي كان بها بني الملوك ، ويذعنون لي بالطاعة ، ويتقونني بالأتاوة ؟ وها أنا ( ذا ) اليوم صريع فريد بعد الجنود الكثيرة والسلطان العظيم ) .
فقال الإسكندر : ( إن المقادير لا تهاب ملكا لثروته ، ولا تحقر فقيرا لفاقته ، وإنما الدنيا ظل يزول وشيكا ، وينصرم سريعا ) .
قال دارا : ( قد علمت أن كل شئ بقضاء الله وقدره ، وأن كل شئ سواه فإن ، وأنا موصيك لمن خلفت من أهلي وولدي ، وسائلك أن تتزوج ( روشنك ) ابنتي ، فقد كانت قرة عيني وثمرة قلبي ) فقال الإسكندر : ( أنا فاعل ذلك ، فأخبرني من فعل هذا بك ، لأنتقم منه . فلم ) يحر في ذلك جوابا دارا ، واعتقل لسانه بعد ذلك ، ثم قضى ، فأمر الإسكندر بقاتليه ، فصلبا على قبر دارا ، فقالا : أيها الملك ، ألم تزعم أنك ترفعنا على جنودك ؟ ! قال : قد فعلت .



[1] اعتبر بي : اعتبرني .

نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست