responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 230


فكتب الحسين إليهم جميعا كتابا واحدا ، ودفعه إلى هانئ بن هانئ ، وسعيد ابن عبد الله ، نسخته :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى من بلغه كتابي هذا ، من أوليائه وشيعته بالكوفة ، سلام عليكم ، أما بعد ، فقد أتتني كتبكم ، وفهمت ما ذكرتم من محبتكم لقدومي عليكم ، وإني باعث إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهلي ( مسلم بن عقيل ) ليعلم لي كنه أمركم ، ويكتب إلي بما يتبين له من اجتماعكم ، فإن كان أمركم على ما أتتني به كتبكم ، وأخبرتني به رسلكم أسرعت القدوم عليكم إن شاء الله ، والسلام ) .
وقد كان مسلم بن عقيل خرج معه من المدينة إلى مكة ، فقال له الحسين عليه السلام : ( يا ابن عم ، قد رأيت أن تسير إلى الكوفة ، فتنظر ما اجتمع عليه رأي أهلها ، فإن كانوا على ما أتتني به كتبهم ، فعجل علي بكتابك لأسرع القدوم عليك ، وإن تكن الأخرى ، فعجل الانصراف ) .
فخرج مسلم على طريق المدينة ليلم بأهله ، ثم استأجر دليلين من قيس ، وسار ، فضلا ذات ليلة ، فأصبحا ، وقد تاها ، واشتد عليهما العطش والحر ، فانقطعا ، فلم يستطيعا المشي ، فقالا لمسلم : ( عليك بهذا السمت ، فالزمه لعلك أن تنجو ) .
فتركهما مسلم ومن معه من خدمه بحشاشة الأنفس حتى أفضوا إلى طريق فلزموه ، حتى وردوا الماء ، فأقام مسلم بذلك الماء .
وكتب إلى الحسين مع رسول استأجره من أهل ذلك الماء ، يخبره خبره ، وخبر الدليلين ، وما من الجهد ، ويعلمه أنه قد تطير من الوجه الذي توجه له ، ويسأله أن يعفيه ويوجه غيره ، ويخبره أنه مقيم بمنزله ذلك من بطن الحربث [1] .
فسار الرسول حتى وافى مكة ، وأوصل الكتاب إلى الحسين ، فقرأه وكتب في جوابه : ( أما بعد ، فقد ظننت أن الجبن قد قصر بك عما وجهتك به ، فامض لما أمرتك فإني غير معفيك ، والسلام ) .



[1] البطن : الموضع الغامض من الوادي ، والبطون كثيرة ، والحربث نبت أسود وزهرته بيضاء وهو من أطيب المراعي .

نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست