responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 226


الفهري ، وكان على شرطه ، ومسلم بن عقبة ، وكان على حرسه ، فقال لهما :
( أبلغا يزيد وصيتي ، وأعلماه أني آمره في أهل الحجاز أن يكرم من قدم عليه منهم ، ويتعهد من غاب عنه من أشرافهم ، فإنهم أصله ، وإني آمره في أهل العراق أن يرفق بهم ويداريهم ويتجاوز عن زلاتهم ، وإني آمره في أهل الشام أن يجعلهم عينيه وبطانته ، وإلا يطيل حبسهم في غير شامهم ، لئلا يجروا [1] على أخلاق غيرهم .
وأعلماه أني لست أخاف عليه إلا أربعة رجال : الحسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن الزبير . فأما الحسين ابن علي فاحسب أهل العراق غير تاركيه حتى يخرجوه ، فإن فعل ، فظفرت به ، فاصفح عنه ، وأما عبد الله بن عمر فإنه رجل قد وقذته العبادة ، وليس بطالب للخلافة إلا أن تأتيه عفوا ، وأما عبد الرحمن بن أبي بكر فإنه ليس له في نفسه من النباهة والذكر عند الناس ما يمكنه طلبها ، ويحاول التماسها إلا أن تأتيه عفوا ، وأما الذي يجثم لك جثوم الأسد ، ويراوغك روغان الثعلب ، فإن أمكنته فرصة وثب فذاك عبد الله بن الزبير ، فإن فعل وظفرت به ، فقطعه إربا إربا إلا أن يلتمس منك صلحا ، فإن فعل فاقبل منه ، وأحقن دماء قومك بجهدك ، وكف عاديتهم بنوالك ، وتغمدهم بحلمك ) .
ثم قدم عليه يزيد ، فأعاد عليه هذه الوصية ، ثم قضى .
فأقبل الضحاك بن قيس حتى أتى المسجد الأعظم ، فصعد المنبر ، ومعه أكفان معاوية ، فقال : ( أيها الناس ، إن معاوية بن أبي سفيان كان عبدا من عباد الله ، ملكه على عباده ، فعاش بقدر ومات بأجل ، وهذه أكفانه كما ترون ، نحن مدرجوه فيها ومدخلوه قبره ، ومخلون بينه وبين ربه ، فمن أحب منكم أن يشهد جنازته فليحضر بعد صلاة الظهر . ثم نزل .
وتفرق الناس حتى إذا صلوا الظهر اجتمعوا وأصلحوا جهازه ، وحملوه حتى واروه .



[1] في الأصل يجسروا .

نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست