responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 214


وكان ابن ملجم يجلس في مجلس تيم الرباب من صلاة الغداة إلى ارتفاع النهار ، والقوم يفيضون في الكلام ، وهو ساكت ، لا يتكلم بكلمة ، للذي أجمع عليه من قتل علي .
فخرج ذات يوم إلى السوق متقلدا سيفه ، فمرت به جنازة يشيعها أشراف العرب ، ومعها القسيسون يقرءون الإنجيل ، فقال : ( ويحكم ، ما هذا ؟ ) فقالوا :
( هذا أبجر بن جابر العجلي مات نصرانيا ، وابنه حجار بن أبجر سيد بكر ابن وائل ، فاتبعها أشراف الناس لسؤدد ابنه ، واتبعها النصارى لدينه ) .
فقال : ( والله لولا أني أبقى نفسي لأمر هو أعظم عند الله من هذا لاستعرضتهم بسيفي ) فلما كانت تلك الليلة تقلد سيفه ، وقد كان سمه ، وقعد مغلسا ينتظر أن يمر به علي رضي الله عنه مقبلا إلى المسجد لصلاة الغداة .
فبينا هو في ذلك إذ أقبل علي ، وهو ينادي : ( الصلاة أيها الناس ) فقام إليه ابن ملجم ، فضربه بالسيف على رأسه ، وأصاب طرف السيف الحائط ، فثلم فيه ، ودهش ابن ملجم ، فانكب لوجهه ، وبدر السيف من يده ، فاجتمع الناس ، فأخذوه ، فقال الشاعر في ذلك :
ولم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبدا وقينة * وضرب علي بالحسام المصمم فلا مهر أغلى من علي وإن غلا * ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم وحمل علي رضي الله عنه إلى منزله ، وأدخل عليه ابن ملجم .
فقالت له أم كلثوم ابنة علي : ( يا عدو الله ، أقتلت أمير المؤمنين ؟ . ) قال : ( لم أقتل أمير المؤمنين ، ولكني قتلت أباك ) .
قالت : ( أما والله إني لأرجو ألا يكون عليه بأس ) .
قال : ( فعلام تبكين إذن ؟ أما والله لقد سممت السيف شهرا ، فإن اخلفني أبعده الله ) .
فلم يمس علي رضي الله عنه يومه ذلك حتى مات رحمه الله ورضي عنه .

نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست