responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 191


لا ننكرون فضلهم ، أ في الجنة أم في النار ؟ ) . قالوا ( : قاتلناهم في الله ، وندع قتالهم في الله ) . فقال : ( يا أصحاب الجباة السود ، كنا نظن أن صلاتكم عبادة وشوق إلى الجنة ، فنراكم قد فررتم إلى الدنيا ، فقبحا لكم ) . فسبوه ، وسبهم ، وضربوا وجه دابته بسياطهم ، وضرب هو وجوه دوابهم بسوطه . وكان مسعر بن فدكي وابن الكواء وطبقتهم من القراء الذين صاروا بعد خوارج كانوا من أشد الناس في الإجابة إلى حكم المصحف .
وإن معاوية قام في أهل الشام ، فقال : ( أيها الناس ، إن الحرب قد طالت بيننا وبين هؤلاء القوم ، وإن كل واحد منا يظن أنه على الحق وصاحبه على الباطل ، وإنا قد دعوناهم إلى كتاب الله والحكم به ، فإن قبلوه ، وإلا كنا قد أعذرنا إليهم ) .
ثم كتب إلى علي : ( أن أول من يحاسب على هذا القتال أنا وأنت ، وأنا أدعوك إلى حقن هذه الدماء وألفة الدين واطراح الضغائن ، وأن يحكم بيني وبينك حكمان ، أحدهما من قبلي والآخر من قبلك ، ما يجدانه مكتوبا مبينا في القرآن يحكمان به ، فأرض بحكم القرآن إن كنت من أهله ) .
فكتب إليه علي : ( دعوت إلى حكم القرآن ، وإني لأعلم أنك ليس حكمه تحاول ، وقد أجبنا القرآن إلى حكمه لا إياك ، ومن لم يرض بحكم القرآن فقد ضل ضلالا بعيدا ) .
وكتب إلى عمرو بن العاص : ( أما بعد ، فإن الدنيا مشغلة عن غيرها ، ولم يصب صاحبها منها شيئا إلا انفتح له بذلك حرص يزيده فيها رغبة ، ولن يستغني صاحبها بما نال منها عما لم ينله ، ومن وراء ذلك فراق ما جمع ، فلا تحبط عملك بمجاراة معاوية على باطله ، وإن لم تنته لم تضر بذلك إلا نفسك ، والسلام ) .
فأجابه عمرو : ( أما بعد ، فإن الذي فيه صلاحنا وألفة ما بيننا الإنابة إلى الحق ، وقد جعلنا القرآن حكما بيننا وبينك لنرضى بحكمه ، ويعذرنا الناس عند المناجزة ، والسلام ) .

نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست