responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 136


فإن هؤلاء القوم قد أقاموا بمكانهم لا يخرجون منه ، وأمدادهم تترى عليهم كل يوم ) فقال عمرو : ( الرأي أن تشيع أن أمير المؤمنين توفي ، ثم ترتحل بجميع من معك ، فإن القوم إذا بلغهم ذلك طلبونا فنقف لهم عند ذلك ) ، ففعل النعمان ذلك ، وتباشرت الأعاجم ، وخرجوا في آثار المسلمين ، حتى إذا قاربوهم وقفوا لهم ، ثم تزاحفوا ، فاقتتلوا ، فلم يسمع إلا وقع الحديد على الحديد ، وكثرت القتلى من الفريقين ، وحال بينهما الليل ، فانصرف كل فريق إلى معسكرهم ، وبات المسلمون لهم أنين من الجراح ، ثم أصبحوا ، وذلك يوم الأربعاء ، فتزاحفوا ، واقتتلوا يومهم كله ، وصبر الفريقان ، ثم كان ذلك دأبهم يوم الخميس ، وتزاحفوا يوم الجمعة ، وتواقفوا ، وركب النعمان بن مقرن برذونا أشهب ، ولبس ثيابا بيضاء ، وسار بين الصفوف ، يذمر المسلمين ، ويحضهم ، وجعل ينتظر الساعة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقاتل فيها ، ويستنزل النصر ، وهي زوال النهار ، ومهب الرياح ، وسار في الرايات يقول لهم ( إني هاز لكم الراية ثلاثا ، فإن هززتها أول مرة فليشد كل رجل منكم حزام فرسه ، وليستلم شكته ، فإذا هززتها الثانية فصوبوا رماحكم ، وهزوا سيوفكم ، فإذا هززتها الثالثة ، فكبروا ، واحملوا ، فإني حامل ) .
فلما زالت الشمس بأدنى صلوا ركعتين ركعتين ، ووقف ، ونظر الناس إلى الراية ، فلما هزها الثالثة كبروا ، وحملوا ، فانتقضت صفوف الأعاجم ، وكان النعمان أول قتيل ، فحمله أخوه سويد بن مقرن إلى فسطاطه ، فخلع ثيابه ، فلبسها ، وتقلد سيفه ، وركب فرسه ، فلم يشك أكثر الناس أنه النعمان ، وثبتوا ، يقاتلون عدوهم ، ثم أنزل الله نصره ، وانهزمت الأعاجم ، فذهبت على وجوهها ، حتى صاروا إلى قرية من نهاوند على فرسخين ، تسمى ( دزيزيد ) فنزلوها لأن حصن نهاوند لم يسعهم ، وأقبل حذيفة بن اليمان ، وقد كان تولى الأمر بعد النعمان ، حتى أناخ عليهم ، فحاصرهم بها .

نام کتاب : الاخبار الطوال نویسنده : الدِّينَوري، أبو حنيفة    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست