هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي
المسعودي المعتزلي الشافعي ، من ذرية عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل.
فأما منشؤه فان الثقات من المؤرخين
يروون انه نشأ في بغداد ، على أن ابن النديم يروي أنه من أهل المغرب ، فلعله شخص
آخر ، أو لعل بعض أجداده نزحوا إلى المغرب.
وعلى أية حال فقد قضى زهرة شبابه في
بغداد ، ولكنه غادر اقليم العراق وإرضاء لميوله واذواقه ، ورغبة منه في التجول ، فخرج
عن بغداد سنة ٣٠١ ليقوم برحلة قيل انها استمرت أعواما ثلاثة ، وقد قضاها متنقلا
بين ربوع فارس وكرمان.
ثم بعد ذلك جاب بلاد الهند وصيمور ، قطن
أخيرا في مدينة بومباي حتى سنة ٣٠٤ ، ومن المحتمل أن يكون قد أقام حينذاك في جزيرة
سيلان.
ومن ثم وصل إلى مدينة عمان ، ويمكن أن
نستنتج أنه ذهب إلى قناطر ماليسية العجيبة العظيمة ، وشارف الصين.
ومع أنه خاطر بتلك الرحلة وخصص لها نفسه
ووقته ، فانه تعمق في دراسات الحدود الاسلامية ، واستعان على ذلك بالآيات العلمية
، التي كانت معروفة في حياته.