بالمعرفة هي المعرفة الكاملة التى لا يمكن
الا باقداره تعالى و تأييده لا مطلق العلم بوجود صانع للعالم الذى هو فطرى ثم ان
التعبير بالايتاء الذى بمعنى الاعطاءلا يبعد ان يكون مشاكلة لقوله : فلينفق مما
آتاه الله .
و اما ثانى التقريرين فالمنع فيه اوضح : لان
ارادة الاعم من الموصول مع اسناد فعل واحد اليه غير ممكن في المقام , اذ لو اريد
من الموصول نفس التكليف , يكون بمنزلة المفعول المطلق و لو اريد مع ذلك الامر
الخارجى الذى يقع عليه التكليف يصير مفعولا به , و تعلق الفعل بالمفعول المطلق
سواء كان نوعيا ام غيره يباين نحو تعلقه بالمفعول به , لعدم الجامع بين التكليف و
المكلف به بنحو يتعلق التكليف بهما على وزان واحد , و ان شئت قلت : المفعول المطلق
هو المصدر او ما في معناه المأخوذ من نفس الفعل , و المفعول به ما يقع عليه الفعل
المباين معه , و لا جامع بين الامرين حتى يصح الاسناد .
ثم ان بعض محققي العصر ( قدس الله سره ) وجه
ارادة الاعم من الموصول و الايتاء ما هذا خلاصته : ان الاشكال انما يرد في فرض
ارادة الخصوصيات المزبورة من شخص الموصول و الافبناء على استعمال الموصول في معناه
الكلى العام واردة الخصوصيات المزبورة من دوال اخر خارجية فلا يتوجه محذور , لا من
طرف الموصول , و لا في لفظ الايتاء , و لا من جهة تعلق الفعل بالموصول , اما من
جهة الموصول فلاجل استعماله في معناه الكلى , و ان افادة الخصوصيات من دوال اخر و
اما الايتاء فهو مستعمل في معنى الاعطاء غير انه يختلف مصاديقه من كونه تارة هو
الاعلام عند اضافته الى الحكم , و اخرى الملكية عند اضافته الى المال , و اما تعلق
الفعل بالموصول حيث لا يكون له الا نحو تعلق واحد به , و مجرد تعدده بالتحليل لا
يقتضى تعدده بالنسبة الى الجامع الذى هو مفاد الموصول غاية الامر يحتاج الى تعدد
الدال و المدلول (( انتهى . ((
قلت : ان كون الشي مفعولا مطلقا ليس معناه
الا كونه ملحوظا عند اضافة الفعل اليه بانه من شئون الفعل و كيفياته على نحو يكون
وجوده بعين وجود الفعل كما