و كيف كان ان موضوع العام بحسب الارادة
الجدية بعد التخصيص يتصور على وجوه ثلاثة الاول : ان يكون على نحو العدم النعتى
على حذو لفظ العدول (( كالعلماء غير الفساق )) و كالمرئة غير القرشية و الثانى :
ان يكون العدم النعتى على حذو السالبة المحمول (( كالعلماء الذين لا يكونون فساقا
اكرمهم )) و المرئة التى لا تكون قرشية - ترى الدم الى خمسين , و الثالث : ان يكون
موضوع العام على حذو السالبة المحصلة التى تصدق مع عدم موضوعها , كما اذا قلت : ((
اذا لم يكن العالم فاسقا فاكرمه )) , فالموضوع اعنى السالبة المحصلة مع قطع النظر
عن حكمه الايجابى اى (( اكرم )) يصدق فيما اذا لم يكن للعالم وجود اصلا , كما اذا
قلت : اذا لم تكن المرئة قرشية ترى الدم الى خمسين , فيصدق موضوعه مع قطع النظر عن
حكمه اعنى ترى , فيما اذا لم تكن المرئة موجودة راسا , هذه هى الوجوه المتصورة .
ولكن لا سبيل الى الثالث اذ جعل الحكم الايجابى على المعدوم بما هو معدوم غير
معقول , و الحكاية بالايجاب عن موضوع معدوم , حكاية عن امر محال , فالسالبة
المحصلة بما انها تصدق بانتفاء الموضوع ايضا يمتنع ان يقع موضوعا لحكم ايجابى , اذ
قولنا : اذا لم تكن المرئة قرشية ترى الدم الى خمسين , لو كان بنحو السلب التحصيلى
الصادق مع سلب موضوعه , يرجع مغزاه الى ان المرئة التى لم توجد ايضا ترى الدم ,
فلا محيص عن فرض وجود الموضوع فيكون الحكم متعلقا بالمرئة الموجودة اذا لم تكن من
قريش , فالاعتبارات التى يمكن اخذها قيدا لموضوع العام المخصص اخذ هذه الامور : العدم
النعتى العدولى و السالبة المحمول و السالبة المحصلة بشرط امرين : اعتبار وجود
الموضوع و الا يلزم جعل الحكم على المعدوم , و عدم ارجاعه الى التقييد و النعت و
الا يرجع الى السالبة المحمول .
اذا عرفت ما مهدناه : فاعلم : انه اذا كان
الفرد الموجود متصفا بعنوان العام و غير متصف بعنوان الخاص سابقا بحيث كان عالما
غير فاسق فشك بعد برهة عن الزمن فى انقلاب احد القيدين الى ضده , فلا اشكال فى انه
يجرى الاصل و يحرز