اما الاول فلانك تجد ان الغرض الاقصى فى
الجمل و القضايا ليس الا افهام المعانى الحرفية فكيف تكون مغفولا عنها , اذ مقصود
المتكلم فى افق نفسه فى تركيب القضايا اما افادة الهوهوية بين الموضوع و المحمول
او الانتساب و الكون الرابط بين المعانى الاسمية على تفصيل قد عرفت من ان المقصد
الاسنى فى مثل (( زيد موجود )) هو بيان الهوهوية لا افهام زيد و لا تفهيم موجود و
قس عليه مثل (( زيد فى الدار )) - و عليه فهى متوجه اليها البتة كالاسماء لكن لما
كانت معانيها غير مستقلات فى التعقل و الوجود يكون افهاما تبعيا لا استقلاليا , و
كم فرق بين كون شى مغفولا عنه و بين تبعية شى لشى فى التعقل و التحقق .
اما الثانى فيرد عليه بعدا بطال اصله , ان
المراد من عدم وقوعها مخبرا عنها و بها , ان كان عدم وقوعها كذلك على وزان الاسماء
, فمسلم و لكن الاخبار عنها و بها لا ينحصر فى ذلك , و ان كان المراد عدم الاخبار
عنها و بها بقول مطلق كالعدم المحض و المجهول المطلق حيث لا يتوجه اليهما القصد و
لا يتعلق بهما الغرض , فهو قول كاذب بشهادة الوجدان و ضرورة العقل بامكان الخبر
بها و عنها فى التراكيب الكلامية تبعا لاسمائها و ليس الغرض من قولنا : ضربت زيدا
يوم الجمعة فى السوق , الا افهام حدوث الضرب منها , فى مكان كذا و وقت كذا , فهذه
القيود قيود للمعنى الحرفى و هو النسبة الكلامية كما هو ظاهر .