المشتملة على النسبة لا كما ذكره من
ان المتكلم يرى الموضوع عاريا عن النسبة فيوقعها ضرورة ان المتلكم حين التكلم لا
يتوجه الى كلامه استقلالا و لا ينظر الى خلوه عن النسبة .
فى
مفاد الانشاء و الاخبار
اعلم ان الجمل الانشائية على ضربين ضرب
يستعمل فى ابواب العقود و الايقاعات و آخر فى ابواب الامر و النهى , اما الاول
فحاصل القول فيه ان هيئاتها تكون آلة لايجاد شى من الاعتباريات التى يحتاج اليها
البشر , فبعت الانشائى بهيئته آلة لايجاد مادتها اعنى حقيقة البيع التى تكون من
الحقائق الاسمية ذات الاضافة الى الثمن و المثمن و البايع و المشترى , والتاء فيه
تدل على كون الصدور منتسبا الى المتكلم , فيكون معنى الهيئة فيه نفس الايجاد الذى
هو صرف التعلق بالفاعل و محض الاضافة بينه و بين الفعل بازاء الايجاد التكوينى و
لكن هيئة (( بعت )) الخبرى تحكى عن نفس هذا الايجاد كهيئة ضربت الحاكية عن اليجاد
التكوينى - و قس عليه سائر العقود و الايقاعات , فالهيئة فى المقامين معنى حرفى لا
يستقل بالمفهومية و الموجودية .
نعم يختلف المنشأ و المفاد فى هذه الانشاءآت
كاختلافه فى الاخبار , اذ يتعلق القصد تارة بايجاد الهوهوية فى وعاء الاعتبار نحو
انت حرو انت طالق و انا ضامن , فيصير الموضوع مصداقا للمحمول بعد تمام الكلام فى
وعاء الاعتبار و يترتب عليه آثاره فالاعتبار فى امثالها بانشاء الهوهوية و اخرى
بايجاد الاضافة و الكون الرابط كما فى قوله : من رد ضالتى فله هذا الدينار المعين
فينشاء الكون الرابط اعنى كون الدينار له , و ثالثة بانشاء ماهية ذات اضافة الى
متضايفاتها كالبيع و الاجارة , و رابعة بانشاء كون شى على عهدته كما فى النذر و
العهد و النظر فى جميع هذه الاقسام و ان كان الى تحقق ما هو مدار الاثر الا ان
اعتبار الهوهوية و انشائها يغاير فى عالم الاعتبار مفهوما مع اعتبار آخر غيره , من
انشاء ماهية ذات اضافة او شبهها - هذا و اما الضرب الثانى فتوضيح مفاد هيئاتها
سيوافيك ان شاء الله فى محله .