اب الاباء و هو القدر المشترك بينها الذى
يكون الطبيعى مرآة له , غفلة عن ان ما ذكروا من ان نسبة الطبيعى الى الافراد نسبة
الاباء الى الابناء , انما هو لاجل الفرار عن الاب الواحد الذى التزم به الرجال
الهمدانى الذى صادفه الشيخ فى مدينة همدان .
و هذا المحقق جمع بين الالتزام بمقالة الرجل
الهمدانى و بين ما هو المشهور فى رده غفلة عن حقيقة الحال , و لما كان ذلك منشأ
للخلط و الاشتباه فى مواضع كثيرة فلا بأس بالاشارة الى ما هو المحقق فى محله فنقول
: ان الطبيعى من الشى هو حد الشى و ذاتية و مقومه , بحيث يوضع بوضعه و يرتفع برفعه
, و هو حد الشى بما هو حده , لا معدوم و لا موجود و لا واحد و لا كثير , بل هو فى
مرتبة فوق هذه الاوصاف و العوارض نعم قد يقع فى مرتبة دونها , مجاليا لهذه الاوصاف
فيصير موجودا و كثيرا , لكن كل ذلك فى مرتبة متأخرة عن رتبة الطبيعى و ذاته .
و بعبارة اخرى , ان مأخذ الطبيعى و المهية
المؤلفة من الجنس و الفصل , هو الموجودات الخارجية بما انها واقعة فى صراط التكامل
و مدارج التكامل الموجود اذا وقع فى بعض المدارج , يدرك منه مفهوم عاما كالجسم ,
يندرج تحته عدة من الاشياء المشتركة مع هذا الموجود فى هذا المفهوم , ثم يدرك منه
مفهوم آخر يميز ذلك الموجود عن بقية الاشياء , و هذان المفهومان بما هما امران
مفصلان , حدتفصيلى لذلك الموجود , و يعبر عنه بالجنس و الفصل , و المفهوم البسيط
الاجمالىالمنتزع من هذين يسمى نوعا .
ثم اذا ادركه الكمال الاخر و دخل فى مرتبة
اخرى و صار جسمانا ميايدرك له جنس و فصل آخر فكلما زاد الشى فى تكامله و مدارجه ,
ينتزع فى كل مرتبة , مفهوم من ذاته مغاير مع ما كان ينتزع قبل الوصول اليها .
ثم اذا فرضنا موجودا آخر مثل ذلك بحيث دخل
فى المدارج التى دخل فيها الموجود السابق , ينتزع منه فى كل مرتبة مثل ما ينتزع من
الاخر و هكذا فى الثالث و الرابع , فحينئذ فالمراد من الطبيعى هو المفاهيم المنتزعة
عن الشى باعتبار درجاته و مراتبه و عليه يتعدد الطبيعى بتعدد افراده اذينال العقل
من كل فرد مفهوما مغايرا