بل التحقيق المساعد للوجدان ان الامر متعلق
بنفس الطبيعة حين توجه الامر الى معدوديتها و المولى يريد بالامر سد باب اعدامها ,
و اخراجها الى الوجود بتوسط المكلف على ان ما قدمناه مرارا من امتناع مرآتية
المهية للافراد كاف فى دفعه فتدبر .
نقد
و تحصيل
اذا امعنت النظر فيما ذكرنا تعرف ان تخيير
المكلف فى ايجاد الطبيعة فى ضمن اى فرد شاء تخيير عقلى لا شرعى كيف و قد عرفت ان
انفهام الايجاد من الامر ليس لدلالة اللفظ عليه بل لانتقال العرف بعقله و فكره الى
ان الطبيعة لا تتحقق الا بالوجود من دون تنصيص من المولى عليه و معه كيف يكون
التخيير بين الايجادات شرعيا .
و بالجملة : ان ما تعلق به الطلب هو نفس
الطبيعة و لكن العقل يدرك ان تفويض الطبيعة اليه لا يمكن الا بالتمسك بذيل الوجود
و يرى ان كل فرد منها و اف بغرضه فلا محالة يحكم بالتخيير بين الافراد , و اما
المولى فليس الصادر منه سوى البعث الى الطبيعة تعيينا لا تخييرا .
نعم : يظهر عن بعض محققى العصر ( رحمه الله
) كون التخيير شرعيا بين الحصص و حاصل ما افاده بطوله هو انه اذا تعلق الامر بعنوان
على نحو صرف الوجود فهل يسرى الى افراده تبادلا فتكون الافراد بخصوصياتها تحت
الطلب اولا , و على الثانى فهل يسرى الى افراده تبادلا فتكون الافراد بخصوصياتها
تحت الطلب اولا , و على الثانى فهل يسرى الى الحصص المقارنة للافراد كما فى
الطبيعة السارية اولا , بل الطلب يقف على نفس الطبيعة .
قال : توضيح المراد يحتاج الى مقدمة و هى ان
الطبيعى يتحصص حسب افراده و كل فرد منه مشتمل على حصة منه مغايرة للحصة الاخرى
باعتبار محدوديتها