كون الامكان و الشيئية من الامور العامة
الزائدة على موضوعاتها خارجا - و مثلها قولنا : (( البياض ابيض )) مما حمل فيه
المشتق على مصداقه الذاتى , لامتناع توسط النسبة بين الشى و مصداقه الحقيقى .
فالتدبر التام يقضى بخلو الخارج عن النسبة
التى زعموها فى هذه القضايا - و ان شئت تفصيل المقام فنقول :
ان القوم قد قسموا الحملية باعتبار الاتحاد
فى المفهوم و الماهية او الاتحاد فى الوجود فقط . الى الحملى الاولى الذاتى و
الشايع الصناعى - و قسموا الثانى ايضا باعتبار كون الموضوع مصداقا حقيقيا لما هو
المحمول نحو قولنا : البياض ابيض , او مصداقا عرضيا له كحمله على الجسم الى الحمل
الشايع بالذات و الحمل الشايع بالعرض - فلابد لنا من النظر الى الخارج المحكى اولا
ثم الى الهيئات التى جعلت الة للحكاية عنه فنقول .
الحق خلو صحيفة الوجود عن النسبة و الربط و
الاضافة فى جميع هذه الموارد لبداهة امتناع دعوى النسبة فى محكى الاوليات و
البسائط بحسب نفس الامر فان الحدعين المحدود و تفصيل نفس حقيقته فلا يمكن فرض
اضافة واقعية بينهما فى وعاء تقرر الماهية - و كذا الحال فى الهليات البسيطة فانه
لا يعقل تحقق الاضافة بين موضوعها و محمولها و الا لزم زيادة الوجود على الماهية
فى الخارج و غيرها من المحاذير - كما انه لا يعقل فى حمل الشى على نفسه او حمله
على مصداقه الذاتى , و كذلك ما يكون كمصداقه الذاتى مثل قولنا : الوجود موجود , او
الله تعالى موجود , فتبين ان محكيات تلك القضايا الكثيرة خالية عن الاضافة و
النسبة . هذا حال الخارج .
و اما القضايا اللفظية و المعقولة فلا شك فى
كونها مطابقة للخارج فلا تحكى الاعما اشتملت عليه صحيفة الوجود بلا زيادة و لا
نقصان لانه لا معنى لاشتمالها على الاضافة و النسبة بلا حكاية عن الخارج و مع
الحكاية عن الخارج تصير كاذبة غير مطابقة للواقع و نفس الامر - فتلخص من جميع ذلك
انه لا وجود للنسبة فيها لا فى الخارج و لا فى القضية المعقولة و لا فى القضية
اللفظية و لا المفهومة منها .