باطلات صرفة و عاطلات محضة و لا معنى فيها
للاتحاد و الهوهوية و العينية على وجه التوصيف كما لا يخفى و ما ربما يثبت للاعدام
من احكام الوجود من التقدم الزمانى او كون عدم العلة لعدم المعلول , كل ذلك لغرض
التسهيل على المتعلمين .
و ما ربما يقال من ان لاعدام الملكات حظا من
الوجود , توسع فى العبارة و اسراء حكم المضاف اليه الى المضاف و الا فان العمى بما
هو امر عدمى لاحظ له من الوجود , و لم يشم و ان يشم رائحته .
و ما ذكرناه بصورة البرهان من ان السواد لو
لم يصدق لصدق عدم السواد , مغالطة فى الاستدلال اذ نقيض قولنا يصدق السواد , هو
انه لا يصدق السواد على نحو السالبة المحصلة لا صدق عدم السواد طريق الموجبة
المعدولة او الموجبة السالبة المحمول , لان الاعدام لا شئون لها فى صفحة الوجود
حتى قولنا - لا شئون لها - لو اريد به الاتصاف , بل المرجع فى محامل الاعدام هو
السالبة المحصلة التى تفيد سلب الاتحاد و ان صحيفة الوجود خالية عن هذا الضد بنحو
السلب التحصيلى .
و الحاصل ان نقيض صدق البياض على السواد عدم
صدقه عليه على ان يكون السلب تحصيليا , لا صدق عدمه عليه بنحو الايجاب العدولى او
الموجبة السالبة المحمول فالبياض اذا لم يصدق عليه انه سواد صدق عليه انه ليس
بسواد بالسلب التحصيلى و هو نقيض الايجاب لا صدق عدمه لان نقيض صدق الشى هو عدم
صدقه لا صدق عدمه حتى يلزم اتحادهما فى الوجود و لو بالعرض , و عدم التمييز بين
السلب التحصيلى و الايجاب العدولى و الموجبة السالبة المحمول موجب لكثير من
المغالطات و الاشتباهات .
و اظن انك لو وقفت على واقع العدم الذى
حقيقته انه لا واقع له , تعرف ان حيثية العدم يمتنع ان تكون ذات حظ من الوجود , بل
الاضافات الواقعة بينها و بين غيرها انما هى فى الذهن , و فى وعائه تكون الاعدام
المطلقة ايضا موجودة بالحمل الشايع و ان كانت اعداما بالحمل الاولى فلا حقيقة
للعدم حتى يتصف بوصف وجودى او اعتبارى او عدمى ( و ما يقال ) ان ثبوت شى لشى فرع
ثبوت المثبت