بوجود الجامع الخارجى بنعت الوحدة يساوق
كونه موجودا بالوحدة العددية .
هذا و اعطف نظرك الى ما اقامه برهانا لما
اختاره , اما ما ذكره من قضية عدم انتزاع مفهوم واحد الا عن منشأ واحد , ففيه انه
لا يثبت ان يكون فى الخارج امر واحد موجود بنعت الوحدة , بل يجامع ما اسمعناك من
تجريد الافراد عن اللواحق ايضا , فعند ذلك ينال العقل من كل فرد ما ينال من الاخر
, اذا لتكثر ناش عن ضم المشخصات فعند حذفها لا مناص عن التوحد فى الذهن .
و اما ما ذكره من ان الجامع هو المؤثر عند
اجتماع العلل على معلول واحد , فالظاهر انه جواب عما ربما يورد على القاعدة
المسلمة فى محلها من انه لا يصدر الواحد الا عن الواحد , حيث ينتقض ذلك بالبنادق
المؤثرة فى قتل حيوان و باجتماع عدة اشخاص لرفع حجر عظيم , فيجاب بان المؤثر فى
امثال هذه الموارد هو الجامع الموجود بين العلل .
و لكن الاشكال و الجواب لم يصدر الاعمن لم
يقف على مغزى القاعدة و مورد ثبوتها و لم ينقح كيفية تعلق المعلول بالعلة فى
الفاعل الالهى , اعنى مفيض الوجود و معطى الهوية , اذ اصحاب التحقيق فى هاتيك
المباحث خصصوا القاعدة , تبعأ لبرهانها ؟ بالواحد البحت البسيط من جميع الجهات , و
المتكثرات خصوصا العلل المادية اجنبية عنها فلا حاجة الى دفع نقوضها مع انها واضحة
الفساد لدى اهله .
اضف الى ذلك ان الواحد بالنوع و الذات ,
اعنى المفهوم لا يمكن ان يكون مؤثرا و لا متأثرا الا بالعرض , بل المؤثر و المتأثر
هى الهوية الوجودية الواحدة بالوحدة الحقيقية و حينئذ فالحق الصراح هو امتناع وجود
الجامع بما هو جامع فى الخارج و الذهن كليهما بعد ما عرفت من ان الوجود مدار
الوحدة و هو لا يجتمع مع الجامعية و الكلية - نعم تصوير اخذ الجامع انما هو من
ناحية تجريد الافراد عن الخصوصيات كما سبق و سيوافيك تفصيل القول فى هذه المباحث
عند التعرض بمتعلق الاوامر فارتقب حتى حين .
هذا و لو سلمنا وجود ما تصور من الجامع او
فرضنا وضع اللفظ له , لكنه