الخامس : بعد ما اشرنا الى ان الكلام فى
المشتق انما هو فى المفهوم اللغوى التصورى يتضح لك ان المراد بالحال فى العنوان .
ليس زمان الجرى و الاطلاق ولا زمان النطق ولا النسبة الحكمية لان كل ذلك متأخر عن
محل البحث و دخالتها فى الوضع غير ممكنة و بما ان الزمان خارج عن مفهوم المشتق لا
يكون المراد زمان التلبس , بل المراد ان المشتق هل وضع لمفهوم لا ينطبق الا على
المتصف بالمبدء او لمفهوم اعم منه .
و ان شئت قلت ان العقل يرى ان بين افراد
المتلبس فعلا جامعا انتزاعيا , فهل اللفظ موضوع لهذا الجامع أو الاعم منه .
و مما ذكرنا من ان محط البحث هو المفهوم
التصورى يندفع ما ربما يتوهم ان الوضع للمتلبس بالمبدء ينافى عدم التلبس به فى
الخارج خصوصا اذا كان التلبس ممتنعا كالمعدوم و الممتنع للزوم انقلاب العدم الى
الوجود و الامتناع الى الامكان , وجه الدفع ان التالى انما يلزم على اشكال فيه ,
لو كان المعدوم مثلا وضع لمعنى تصديقى و هو كون الشى ثابتا له العدم , و معه يلزم
الاشكال و لو مع الوضع للاعم ايضا , و سيأتى ان معنى المشتقات ليس بمعنى شى ثبت له
كذا حتى يتمسك بالقاعدة الفرعية .
و اما ما ربما يجاب بان كون الرابط لا ينافى
الامتناع الخارجى للمحمول فلا يدفع الاشكال به و ذلك لان الكون الرابط و ان كان لا
ينافى كون المحمول عدما او ممتنعا على تأمل فيه , لكن لا يمكن تحققه اذا كان
الموضوع معدوما او ممتنعا كما فيما نحن فيه , اذ فى مثل زيد معدوم , و شريك البارى
ممتنع , لا يمكن تحقق الكون الرابط , و سيوافيك ان هذه القضايا فى قوة المحصلات من
القضايا السالبة , فارتقب .