هل الحقيقة الشرعية ثابتة فى الفاظ العبادات
و المعاملات فى لسان الشارع تعينا او تعينا و عدمه - يرى الواقف على كتب القوم
حديثها و قديمها , ان الاستدلالات الواقعة فى نقضها و اثباتها جلها تخرصات على
الغيب , اذ التاريخ الموجود بين ايدينا الحافظ لسيرة النبى الاعظم ( ص ) و حياته و
افعاله حتى العادى منها فضلا عماله ربط بالتشريع , لم يحفظ ذكرا عن الوضع التعيينى
, مع انه لو كان هناك شى لنقل الينا لتوفر الدواعى على نقله .
كما ان الايات القرآنية , مكتبها و مدنيتها
, قريبتها عن البعثة و بعيدتها , تعطى الطمانينة بان هذه الالفاظ من لدن نزول
الذكر الحكيم استعملت فى تلك المعانى من غير احتفافها بالقرينة لا مقالية كما هو
واضح , ولا حالية و دعوى وجود الحالية كما ترى - و وجودها فى حديث واحد فى قولها (
ص ) صلوا كما رأيتمونى اصلى , لا يدل على وجودها فى غيره الست اذا نظرت الى قوله
تعالى فى سورة المزمل المكية النازلة فى اوائل البعثة ((و اقيموا الصلوة و آتوا الزكوة)) و ما فى المدثر المكية ((قالوا لم نك من المصلين)) و ما فى سورة القيامة و الاعلى و
العلق المكيات . تعلم ان كلها شواهد بينة على ان الفاظ العبادات كانت معلوم
المفهوم لدى النبى ( ص ) و اصحابه و معاصرية من الكفار . و كانوا يفهمون معانيها
بلا معونة قرينة .
فعند ذلك لا بذلك من احد امرين : اما القول
بمعهودية هذه العبادات