به عنوان العام بما هو حجة اعنى العالم
العادل او العالم غير الفاسق و هذا فيما اذا كان العلم بعدالته مقارنا للعلم بانه
عالم , بان نعلم انه كان قبل سنة عالما و عادلا .
و اما لو علمنا ان زيدا كان غير فاسق و
شككنا فى بقاء عدمه النعتى و لكن لم يكن علمه فى حال عدم فسقه متيقنا حتى يكون
المعلوم عندنا كونه العالم غير الفاسق , بل علم انه عالم فى الحال , فلا يمكن حينئذ
احراز موضوع العام بالاصل و الوجدان الا على القول بحجية الاصول المثبتة , لان
استصحاب عدم كون زيد فاسقا ,او كونه غير فاسق , مع العلم بانه عالم فى الحال ,
يلزمه عقلا ان زيدا العالم غير فاسق على نحو النعت و التقييد .
و بعبارة اخرى : ان موضوعه هو العالم المتصف
بعدم كونه فاسقا , فجزئه عدم نعتى للعالم بما هو عالم و هو غير مسبوق باليقين , و
ما هو مسبوق به هو زيد المتصف بعدم الفسق لا العالم و هو ليس جزئه , و استصحاب
العدم النعتى لعنوان , لا يثبت العدم النعتى لعنوان متحد معه الا بحكم العقل و هو
اصل مثبت , و تعلق العلم بان زيدا العالم فى الحال لم يكن فاسقا بنحو السلب
التحصيلى لا يفيد , لعدم كونه بهذا الاعتبار موضوعا للحكم و من هذا ظهر عدم امكان
احراز جزئى الموضوع بالاصل اذا شك فى علمه و عدالته مع العلم باتصافه بهما سابقا
فى الجملة لو لم يعلم اتصافه بهما فى زمان واحد , حتى يكون العالم غير الفاسق ,
مسبوقا باليقين فالمناط فى صحة الاحراز هو مسبوقية العدم النعتى لعنوان العالم ,
لا العدم النعتى مطلقا فتدبر .
هذا : كله فى الاوصاف العرضية , المفارقة و
قد عرفت مناط جريانه , و اما اذا كان الاتصاف و اللااتصاف من العناوين التى تلزم
وجود المعنون , كالقابلية و اللاقابلية للذبح فى الحيوان , و القرشية و اللاقرشية
و فى المرئة , و المخالفة وعدمها للكتاب فى الشرط , فهل يجرى فيه الاصل لاحراز
مصداق العام اولا , الحق امتناع جريانه على جميع الوجوه المتصورة بيان ذلك .
اما اذا كان الوصف من قبيل العدم النعتى
بنحو العدول او بنحو الموجبة