و ينقسم الواجب الى المطلق و الموقت , اعلم
: ان الانسان بما ان وجوده زمانى تكون افعاله ايضا زمانية و لا محالة يكون عمود
الزمان ظرفا لها , فلزوم الزمان فى تحقق الواجبات مما لا محيص عنه عقلا , و اما
دخالته فى الغرض فربما يكون المحصل للغرض نفس الطبيعة بلا دخالة لوقوعها فى الزمان
, و اخرى : يكون المحصل وقوع الطبيعة فى الزمان و هو على قسمين فان الغرض يحصل اما
من وقوعها فى مطلق الزمان و اما من وقوعها فى زمان معين فهذه اقسام ثلثة و لا
اشكال فى كون الاول داخلا تحت الواجب المطلق و اما الثانى اعنى ما يكون مطلق الزمان
دخيلا فيه فجعله من قبيل الموقت لا يخلو من اشكال لان الموقت يتعلق فيه الامر
بالطبيعة و ظرفها , و لو كان الدخيل هو الظرف المعين لكان للامر به معنى مقبول , و
اما اذا كان الدخيل هو الزمان المطلق فلا مجال للامر به للزوم اللغوية لان المكلف
لا يقدر على ايجاده فى غير الزمان حتى يكون الامر صارفا عنه و داعيا نحوه , و
الصحيح ان يقال ان الموقت ما عين له وقت معين و المطلق بخلافه فالمطلق قسمان , و
الموقت قسم واحد .
ثم : انه ربما اورد على الواجب الموسع بان
لازمه ترك الواجب فى اول وقته و هو ينافى وجوبه و فيه : ان الواجب ليس اتيانه فى
اول الوقت بل الواجب الطبيعة التى يوجدها المكلف بين الحدين , و ليس تركها الا
اعدامها فى تمام الوقت المضروب لها و افسد من ذلك ما اورد على تصوير المضيق بان
الانبعاث لابد و ان يكون متأخرا