حمل هو السلب بل لسلب الحمل و نفى الهوهوية
بنحو التصديق فى الحمليات غير المؤولة كقولنا : زيد ليس حجرا , و لسلب الحصول و
نفى النسبة و الكينونة تصديقا فى المؤولة منها , نحو زيد ليس فى الدار و عمرو ليس
له البياض فالحمليات الحقيقية السالبة لا تشتمل على النسبة مطلقا و المؤولة منها
يؤخذ لفظ الدال على النسبة فيها , لايقاع السلب عليها اما الجمل الفعلية فسيأتى
تحقيق . حالها فى مباحث المشتق .
فاتضح مما ذكرنا عدم صحة امور تتسالم عليها
القوم :
الاول ما ربما يقال فى توضيح الفرق بين
الانشاء و الاخبار من ان للثانى نسبة فى الخارج و الذهن و انهما تارة تتطابقان و
اخرى تختلفان , بخلاف الانشاء .
الثانى ما هو المعروف الدائر بينهم من ان
العلم ان كان اذعانا للنسبة فتصديق و الا فتصور .
الثالث ما يقال من ان تقوم القضايا من اجزاء
ثلثة : من النسبة و الموضوعين .
الرابع تفسير الصدق و الكذب بتطابق النسبة و
عدمه .
تنبيه
للحمل تقسيمات و اعتبارات .
منها تقسيمها الى التامة و غيرها .
و منها تقسيم التامة الى ما يحتمل الصدق و
الكذب و ما لا يكون كذلك و سيجيى الكلام مستوفى فى هذا التقسيم (( بعون الله العزيز
)) عند تحقيق الفرق بين الانشاء و الاخبار , و اما الاول فقد عرفت آنفا مفاد
الهيئات فى القسم الاول منه اعنى الجمل التامة الاخبارية التى يصح السكوت عليها و
انها تدل بنحو التصديق على الهوهوية فيما لم يتخللها الاداة , و على النسبة فيما
اذا تخلل الاداة بينها .
اما الناقصة فلا شك فى ان حكمها حكم
المفردات لا تحكى الاحكاية تصورية , و لذا لا تتصف بالصدق و الكذب و لا تحتملهما -
و بعبارة اوضح ان هيئات الجمل التامة انما تحكى عن تحقق شى اولا تحققه او كون الشى
اولا كونه , حكاية تصديقية , و لكنها فى الناقصة منها كغلام زيد تدل على نفس الربط
و الاضافة