لدى التخلف , لخرجت الامارة عن الامارية ,
فلو فرضنا ان للشارع ايجابا و تأسيسا فليس الا لاجل الكشف عن الواقع المحفوظ فى
وعائه و معه لا معنى للاجزاء .
و من ذلك يظهر ضعف ما ربما يقال : ان لسان
دليل الحجية فى الامارات و الاصول سواء و هو وجوب ترتيب الاثر عملا على قول العادل
, فمقتضى قوله صدق العادل هو التصديق العملى و اتيان المأمور به على طبق قوله كما
سيأتى فى الاصول , و هو يقتضى الاجزاء فى كلا المقامين انتهى .
قلت : ان القائل جمع بين أمرين متناقضين ,
فان القول بالاجزاء فى العمل بالامارات و الاعتقاد بان ايجاب العمل على طبقها لاجل
الكشف عن الواقع لا يخلو من مناقضة , و العرف و العقلاء شاهدان عليها فظهر ان كل
ما كان الملاك فى التعبدبه هو الكشف لا يعقل فيه الاجزاء ما لم نصر الى التصرف فيه
و انقلاب الواقع عما هو عليه , و هو لا يناسب ملاك الاعتبار فى الامارات .
و ما ذكر من وحدة اللسان غير تام اذ ايجاب
العمل على طبق قول العادل أو الاخذ بقول الثقة لاجل كونه ثقة و عدلا , يكشف عن ان
الملاك , كشفها عن الواقع كما هو الملاك عند العرف و العقلاء , و اين هذا من
انقلاب الواقع عما هو عليه .
و ما افاده بعض الاكابر من الاساطين دام ظله
الوارف , من الاجزاء , فى الامارات عند التخلف , مع الاعتقاد بان حجية الامارات من
باب الطريقية و ان الشارع لم يتصرف بها سوى الامضاء او عدم الردع لا يخلو من نظر و
اشكال .
اما المقام الثانى : اعين الامتثال على طبق
مؤدى الاصول , فالتحقيق هو الاجزاء فيها , و لابد فى توضيحه من ملاحظة لسان كل
واحد مستقلا فان الحكم يختلف باختلاف اللسان فنقول : اما اصالة الطهارة و الحلية ,
فلادلتهما حكومة على ادلة الشرائط , التى من تلك الادلة قوله (( ع )) لاصلاة الا
بطهور , ان استفدنا منه او من غيره , طهارة الثوب فقوله (( ع )) كل شى نظيف حتى
تعلم انه قذر , محقق للطهور فى ظرف الشك .