الثالث بعد ما عرفت ان الهيئة وضعت للبعث و
الاغراء يقع الكلام فى انها هل وضعت للبعث الوجوبى او الاستحبابى او القدر المشترك
بينهما اولهما على سبيل الاشتراك اللفظى , فلنقدم لتحقيقه امورا .
الاول : اذا راجعت و جدانك تعرف ان المصالح
و الغايات المطلوبة لها دخل تام فى قوة الارادة و ضعفها , كيف لاوان الارادة
المحركة لعضلاته لانجاء نفسه من الهلكة اقوى من الارادة المحركة لها نحو لقاء
صديقه و هى اقوى من المحركة لها للتفريح و التفرج .
و يمكن ان يستكشف مراتب الارادة و اختلافها
شدة و ضعفا عن تحريك العضلات سرعة و بطؤا , فظهر ان ادراك اهمية المصالح و اختلاف
الاشتياقات علة لاختلاف الارادة فى الشدة و الضعف و التوسط بينهما , كما ان اختلاف
الارادة علة لاختلاف حركة العضلات سرعة و بطؤا و قوة و ضعفا كل ذلك مع الاقرار بان
الارادة من صقع النفس و فاعليتها .
و من الغريب ما فى تقريرات بعض الاعاظم من
ان تحريك النفس للعضلات فى جميع الموارد على حد سواء لان الوجدان حاكم على خلافه ,
ضرورة اقوائية ارادة الغريق لاستخلاص نفسه من الامواج من ارادته لكنس البيت و شراء
الزيت .
>
و قد الح رواد العلم و عشاق الحقيقة على سيدنا الاستاذ ( دام ظله
الوارف ) ان يخوض فى هذه المباحث , فاجاب ( دام ظله ) مسئولهم , فاتى بافكار ابكار
, و اراء ناضجة , و لما جاء ما افاده على صورة كتاب , افردناه للتاليف و علقت عليه
ما بدالى من التعمق فى آيات الذكر الحكيم و من التدبر فى اخبار المعصومين , ( ع )
مشفوعا بما استفدته من اساتذة الفن , او وقفت عليه فى زبر الاولين و رسائل الاخرين
من اكابر القوم و سميته به ( لب الاثر ) فى الجبر و القدر , يزف الى الطبع باذنه و
توفيقه تعالى . المؤلف