منه , فحينئذ فزعامة هذا خطرها و عظمتها ,
كيف يليق ان يتصدى بها الظالم و لو برهة من الزمن و مناسبة الحكم و الموضوع و سوق
الاية يشهد بان الظالم و لو آناما , و العابد للصنم و لو فى مقدار من عمرة غير
لايق بهذا المقام و لعل استدلال الامام (( ع )) من هذا الباب .
اضف الى ذلك ان الظلم يشمل الظلم المتصرم و
غير المتصرم لكون جميعها ظلما بقول واحد و لكن منصب الامامة امر مستمر باق كما ان
موضوع المنصب هو ذوات الاشخاص و ان كانوا متلبسين بمثل المبادى التى هى آنيات
التحقق , فمن صدر منه قتل و ظلم , ثم تاب فورا تشمله الاية فانه ظالم حال الصدور
فهو غير لايق بالمنصب الذى هو امر مستمر , فلابد ان يكون المقصود منها ان المتلبس
بالظلم و لو آنا ما لا يناله عهدى مطلقا فتأمل .
فى
بساطة المشتق و تركبه
و الوجوه المحتملة , ثلاثة .
الاول ان مفاد المشتق و معناه الموضوع له ,
مركب تفصيلى بتقريب ان وزان المادة و الهيئة فى عالم الوضع و الدلالة , وزان لفظى
غلام زيد , فى الدلالة على معنيين متميزين دلالة مستقلة مفصلة , و هذا المعنى
المركب اما هو الذات و الحدث و النسبة , او الحدث و النسبة او الحدث و الذات ,
وجوه محتملة , و لكن لا اظن احدا يلتزم بذلك فتكون المسألة ظاهرا ذات قولين .
الثانى القول بان الموضوع له فى المشتق امر
بسيط محض غير قابل للانحلال لا دلالة و لا مدلولا , لابدعا و لا تعملا , بتقريب ان
الهيئة لم توضع لمعنى بل وضعت لقلب المعنى الذى هو بشرط لا , الى معنى لا بشرط , و
جعله غير آب عن الحمل و الجرى بعد ما كان متعصيا عنه , و هذا القول او هذا
الاحتمال فى المشتق , نظير ما احتملناه فى المصدر من ان هيئته وضعت للتمكين من
التنطق بالمادة و صيرورتها