نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 625
انجر الى القدح فى الدين , سيما من
الخصوم المعاندين , كما شنع به عليهم الشيعة من انقسام مذهبهم الى المذاهب الاربعة
, بل شنع به كل منهم على الاخر ايضا , و اما ثانيا : فلان ما ذكروه فى وجوه الفرق
بينهما جله بل كله عند التأمل لا يثمر فرقا فى المقام . . . الى ان قال و اما
ثالثا : فلان العصر الاول كان مملوءا من المحدثين و المجتهدين , مع انه لم يرتفع
بينهم صيت هذا الخلاف , ولم يطعن احد منهم على الاخر بالاتصاف بهذه الاوصاف , و ان
ناقش بعضهم بعضا فى جزئيات المسائل , و اختلفوا فى تطبيق تلك الدلائل , و حينئذ
فالاولى والاليق بذوى الايمان , و الاحرى و الانسب فى هذا الشأن هو ان يقال : ان
عمل علماء الفرقة المحقة و الشريعة الحقة ايدهم الله تعالى بالنصر و التمكين و رفع
درجاتهم فى اعلى عليين سلفا و خلفا انما هو على مذهب ائمتهم صلوات الله عليهم و
طريقهم الذى اوضحوه لديهم , فان جلالة شأنهم و سطوح برهانهم و درعهم و تقواهم
المشهور بل المتواتر على مر الايام و الدهور يمنعهم من الخروج عن تلك الجادة
القويمة و الطريقة المستقيمة , و لكن ربما حاد بعضهم اخباريا كان او مجتهدا عن
الطريق غفلة او تو هما او لقصور اطلاع او قصور فهم او نحو ذلك فى بعض المسائل ,
فهو لا يوجب تشنيعا ولا قدحا , و جميع تلك المسائل التى جعلوها مناط الفرق من هذا
القبيل , كما لا يخفى على من خاض بحار التحصيل , فانا نرى كلا من المجتهدين و
الاخباريين يختلفون فى آحاد المسائل , بل ربما خالف احدهم نفسه , مع انه لا يوجب
تشنيعا ولا قدحا , و قد ذهب رئيس الاخباريين الصدوق ( رحمة الله تعالى ) الى مذاهب
غريبة لم يوافقه عليها مجتهد ولا اخبارى , مع انه لم يقدح ذلك فى علمه و فضله , او
لم يرتفع صيت هذا الخلاف ولا وقوع هذا الاعتساف الا من زمن صاحب الفوائد المدنية
سامحه الله تعالى برحمته المرضية , فانه قد جرد لسال التشنيع على الاصحاب و اسهب
فى ذلك اى اسهاب , و اكثر من التعصبات التى لا تليق بمثله من العلماء الاطياب , و
هو و ان اصاب الصواب فى جملة من المسائل التى ذكرها فى ذلك الكتاب , الا انها لا
تخرج عما ذكرنا من سائر الاختلافات و دخولها فيما ذكرنا من التوجيهات , و كان
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 625