منها : حمله على الشبهات الوجوبية التى يكون الاصل فيها الاباحة حتى عند الاخبارى .

و فيه ان صريح الرواية الشبهة التحريمية فكيف تحمل على الوجوبية .

منها : حمله على الشبهات الموضوعية التى ايضا يكون الاصل فيها الاباحة حتى عند الاخبارى .

وجوابه ايضا ظاهر لان صريح الرواية هوالشبهة الحكمية .

الى غير ذلك مما ذكره فى المقام فراجع . [1]

هذا كله فى الاستدلال بالسنة للبرائة فى الشبهات التحريمية الحكمية .

قاعدة قبح العقاب بلا بيان

الثالث : دليل العقل , المعروف بين الاصوليين ان من المستقلات العقلية قاعدة قبح العقاب بلا بيان و المؤاخذة بلا برهان بعد الفحص و اليأس عن الدليل ( وسيأتى مقدار الفحص الواجب ) , بل قال شيخنا العلامة الحائرى فى درره : ان هذه قاعدة مسلمة عند العدلية لا شبهة لا حد فيها ( الا ان يكون هناك رافع يعنى البيان ) [2] .

لكن يمكن التشكيك فى هذه القاعدة بوصف انها قاعدة عقلية محضة بعد ذكر مقدمة فى ملاك وجوب اطاعة الله و قبح معصيته , فنقول : الملاك فى وجوب الاطاعة اما ان يكون وجوب شكر المنعم فتجب طاعته تبارك و تعالى بالاطلاق من باب انها من مصاديق شكر المنعم الحقيقى المطلق كما تجب طاعة الوالدين فى الجملة على الولد من باب انهما منعمان له فى الجملة , او يكون الملاك الحكمة فان حكمة البارى تعالى تقتضى وجود مصلحة فى اوامره و مفسدة فى نواهية فيحكم العقل بوجوب الاطاعة عن اوامره و نواهيه للحصول على مصالحها و مفاسدها , او

[1]الوسائل , ج 18 , ص 128 .

[2]درر الفوائد , طبع جماعة المدرسين , ص 427 .