نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 283
المراد من نفى الضرر نفى صفة عدم التدارك ,
و هو فى نظر الشيخ ( ره ) اردء الوجوه ) فغاية ما يمكن ان يقال فى توجيهه ( ان
الضرر اذا كان متداركا لم يصدق عليه عنوان الضرر بنظر العرف و ان صح اطلاقه عليه
بالدقة العقلية , فنفى الشارع للضرر على الاطلاق مع ما نرى من وجوده فى الخارج
دليل على ان جميع انواع الضرر الحاصلة من ناحية المكلفين متداركة بحكم الشرع , و
ان فاعلها مأمور بتداركها و جبرانها , والا لم يصح نفيها , فهذا القيد اعنى ( عدم
التدرك( انما يستفاد من الخارج من باب دلالة الاقتضاء( .
و قد اجيب عن هذا بوجوه عديدة , و عمدة
الجواب عنه ان يقال : اذا كان الفاعل للضرر هو الله سبحانه صار المعنى عبارة عن ان
الله تبارك و تعالى لا يجعل الاحكام الضررية , ولا حاجة الى تقدير ( غير متدارك(
كما لا يخفى , و ان كان الفاعل هو المكلفين فايضا لا نحتاج الى ذلك التقدير لان
المعنى حينئذ عدم ترخيص اضرار احد غيره فى مقام التكليف و الوضع , غاية ما يلزم ان
تكون ( لا ( نافية و كناية عن النهى , ولا اشكال فى انه اذا دار الامر بين هذه
الكناية و تقدير ( غير متدارك( الكناية هى الاولى , لعدم انس الاذهان بمثل هذا
التقدير , و بالعكس لها بالنسبة الى الكناية المذكورة انس شديد , لما مرت من
الشواهد و التراكيب .
اما القول الرابع : ( و هو مختار شيخ
الشريعة من كون مفاد الحديث حكما فرعيا خاصا من دون ان يكون ناظرا الى سائر الادلة
و حاكما عليها ) فقد ظهر جوابه مما عرفت فى بيان المختار من حكومة القاعدة على
جميع الادلة الواردة فى حقوق الناس و المعاملات بالمعنى الاعم .
اما القول الخامس : ( و هو ما نقلناه اجمالا
من تهذيب الاصول ) فهو مبنى على اربع مقدمات نلخصها فى اثنتين :
احديهما : ان للنبى ( ص ) مقامات ثلاثة :
الاول : مقام النبوة و الرسالة فهو ( ص )
بما انه نبى و رسول ينبىء عن الله , و يبلغ
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 283