نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 98
للمتكلم فى كل كلام ارادتين ارادة جدية و
ارادة استعمالية و هما تارة تتوافقان و اخرى تتخالفان ( و ان كان قد يتوهم فى بدو
النظر ان للمتكلم ارادة واحدة ) و يستكشف هذا من الكنايات فى الجمل الاخبارية , و
من الاوامر الامتحانية فى الجمل الانشائية حيث ان فى كل واحد منهما توجد ارادتان
ارادة استعمالية و ارادة جدية ففى الكنايات اذا قيل مثلا[ ( زيد كثير الرماد]( نرى
بوضوح وجود ارادتين لان كل واحد من لفظى[ ( زيد]( و[ ( كثير الرماد]( استعمل فى
معناه الحقيقى بلا شك لكنه لم يرده المتكلم جدا كما هو المفروض , بل المراد الجدى
منهما هو سخاوة زيد فالارادة الاستعمالية تعلقت بما وضع له اللفظ و استعمل فيه و
الارادة الجدية تعلقت بشىء آخر خارج عن دائرة الوضع و الاستعمال و هو سخاوة زيد
فتخالف الارادتان و افترقتا , و كذلك فى الاوامر الامتحانية لان الطلب الظاهرى
فيها تعلق بذبح اسماعيل مثلا فى قصة ابراهيم ( ع ) لكن المراد الجدى فيها هو
امتحان ابراهيم ( ع ) كما لا يخفى .
و بالجملة ان : هيهنا ثلاث نكات لابد من
الالتفات اليها و التوجه بها : الاولى : ان الاصل الاولى العقلائى اللفظى فى باب
الالفاظ هو تطابق الارادتين و قد سمى هذا باصالة الجد , و لا اشكال فيه .
الثانية : انه لا تختلف الارادتان الا لنكتة
وداع يدعوا اليه .
الثالثة : ان المدار فى الحقيقة و المجاز هو
الارادة الاستعمالية لا الجدية ولذلك يعد الاستعمال فى الكنايات استعمالا حقيقيا
لان الارادة الاستعمالية فيها تتعلق بالمعنى الموضوع له كما مر , و التصرف انما
وقع فى الارادة الجدية , و هذا هو الفرق بينها و بين المجازات بناء على مذاق
المشهور من ان المجاز انما هو فى الكلمة لافى الامر العقلى الذى هو المختار .
اذا عرفت هذا فاعلم : قد ذهب المحقق الخراسانى
الى كون العام حقيقة فى الباقى مطلقا سواء كان المخصص متصلا ام منفصلا , اما فى
المتصل فاستدل بانه اذا كان المخصص متصلا بالعام تستعمل اداة العموم حينئذ فيما هو
معناها الحقيقى من استغراق تمام افراد المدخول , غاية الامر ان دائرة المدخول
مضيفة من جهة التقييد
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 98