نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 423
الشهرة عند القدماء و الشهرة عند المتأخرين
فيستدل القائلون به بتعبد القدماء بالعمل بالاخبار و متون الروايات و عدم الاعتناء
بالادلة العقلية و الاستحسانات ( كما مر ضمن بيان مقدمة كتاب المبسوط ) و يتضح لنا
ذلك ببيان التطورات الفقهية التى مر بها تاريخ الفقه الشيعى فنقول : كان فقه
الشيعة ينتقل من الائمة المعصومين ( ع ) الى شيعتهم يدا بيد وجيلا بعد جيل من دون
وجود حلقة مفقودة , لكن بطى مراحل مختلفة , ففى اوائل عصر الائمة ( ع ) كانت
الشيعة تأخذ الروايات من ائمتهم من دون ان يكون لهم تدوين و تأليف , ثم فى مرحلة
اخرى جمعوها فى كتب و رسائل عديدة انتهت الى اربعمأة كتاب , و سميت بالاصول
الاربعمأة , لكن كل هذا من دون تنظيم و ترتيب و تبويب مطلوب , ثم فى حلقة ثالثة
تصدوا لتنظيمها و تبويبها مع ذكر اسنادها و كانوا يكتفون بها للفتوى , ثم وصلت
النوبة الى مرحلة رابعة و هى مرحلة الفتوى فكانوا يفتون فى المسألة فى بدء هذه
المرحلة بالفاظ الاحاديث و متونها , و ذلك بحذف الاسناد و تخصيص العمومات
بمخصصاتها و تقييد المطلقات بمقيداتها و حمل التعارضات و الجمع او الترجيح بين
المتعارضات نظير ما صنع به على بن بابوية والد الصدوق ( ره ) و لذلك كان الاصحاب
يراجعون اليه عند اعوزاز النصوص , ثم انتهى الامر فى الحلقة الخامسة الى التفريعات
و تطبيق الاصول و القواعد على الفروع و الموضوعات الجديدة و المصاديق المستحدثة .
و حينئذ لو تحققت شهرة الاصحاب قبل المرحلة
الخامسة على مسئلة فحيث انهم كانوا متعبدون بالعمل بمتون الاخبار , و لم يكن لهم
تفريع و استنباط من عند النفسهم يحصل الوثوق و الاطمينان بقول المعصوم ( ع ) او
وجود دليل معتبر , و تكون هذه الشهرة بنفسها كاشفة عن الحكم , بخلاف الشهرة عند
المتأخرين لكونها مبنية على آرائهم الشخصية من دون ان يكون معقدها متلقاة من كلمات
المعصومين و الفاظ الروايات , فتكون الشهرة عند القدماء حينئذ كالاجماع الحدسى و
كاشفة عن قول الامام ( ع ) او مدرك معتبر كشفا قطعيا , بل هى ترجع فى الواقع الى
الاجماع الحدسى و تكون من مصاديقه لعدم اشتراط اجماع الك فيه , و عندئذ يخرج عن
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 423