نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 85
وجوابه ان الوضع التعيينى يستلزم الالتزام
بان النبى[ ( ص]( كان يصرح و ينص بانى وضعت هذا لهذا وذاك لذاك , و هذا ايضا امر
مستبعد جدا لانه لوكان لبان , و نقل الينا , لتوفر الدواعى على نقله , فيتعين كون
المنشأ الوضع التعينى , وحينئذ يقع البحث فى زمان تحقق هذا الوضع , اى زمان صيرورة
المعنى المجازى حقيقيا لانه يحتاج الى كثرة الاستعمال فيقع السؤال عن انه هل يكفى
عصر الرسول [( ص]( لهذه الكثرة حتى نلتزم بكونه زمان الوضع , او لايكفى حتى نلتزم
بان الوضع والتعين حصل فى عصر المعصومين عليهم السلام ؟ .
هذا اذا كان نوع الوضع منحصرا فى القسمين
المذكورين ( التعينى والتعيينى ) , لكن المحقق الخراسانى ابدع هنا قسما ثالثا يمكن
تسميته بالوضع التعيينى العملى فانه قال : ربما يكون الانسان بصدد الوضع من دون ان
يصرح به فلا يقول[ ( وضعت هذا لهذا]( بل يستعمل اللفظ عملا فى معناه فيقول مثلا[ (
ايتنى بالحسن]( و هو يريد به وضع لفظ الحسن لهذا المولود , من دون ان ينصب قرينة
على المجاز بل انما ينصب القرينة على كونه بصدد الوضع ( ولعله من هذا القبيل قول
الرسول ( ص )(( صلواكما رأيتمونى اصلى]( , ثم قال : لايبعد كون هذا النوع من الوضع هو
منشأ التبادر فى الحقائق الشرعية , لكن استشكل عليه جماعة ممن تأخر عنه منهم
المحقق النائينى ( ره[ ( ( بان حقيقة الاستعمال كما بيناه القاء المعنى فى الخارج
بحيث يكون الالفاظ مغفولا عنها فالاستعمال يستدعى كون الالفاظ مغفولا عنها و توجه
النظر اليه بتبع المعنى بخلاف الوضع فانه يستدعى كون اللفظ منظورا اليه باستقلاله
, ومن الواضح انه لايمكن الجمع بينهما فى ان واحد]( [1] .
ثم وقع الاعاظم بعده فى حيص و بيص فى مقام
دفع هذا الاشكال واجاب كل بجواب فاجاب بعض من تأخر عنه بما حاصله : ان المستحيل هو
اجتماع اللحاظين فى ملحوظ واحد وفى ما نحن فيه متعلق احد اللحاظين غير متعلق الاخر
لان اللحاظ