نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 71
اذا عرفت هذا فنقول : ان هيهنا امورا تنبغى
الاشارة اليها :
الاول فى منشأ دلالة التبادر على الوضع .
وهو امر واضح لان منشأ ظهور لفظ فى معنى و
منشأ تبادر ذلك المعنى من ذلك اللفظ لايخلو من احد الامرين : اما الوضع اوالقرينة
, فاذا انتفت القرينة و علم ان المعنى فهم من حاق اللفظ كما هو المفروض فى المقام
يستكشف منه وضع ذلك اللفظ لذلك المعنى .
الثانى : فيما قد يقال من ان كون التبادر
علامة للحقيقة يستلزم الدور المحال لان التبادر يتوقف على العلم بالوضع والمفروض
ان العلم بالوضع ايضا يتوقف على التبادر و هذا دور واضح .
واجيب عن هذا بوجوه عديدة : اولها : قضية
الاجمال والتفصيل . و توضيحها : ان العلم الذى يتوقف عليه التبادر هوالعلم
الاجمالى الارتكازى والعلم المتوقف على التبادر هوالعلم التفصيلى , و بعبارة اخرى
, يوجد فى حاق ذهن الانسان و مرتكز اهل اللغة معنى اجمالى يتبدل الى العلم
التفصيلى بالتبادر .
ثم ان هذه القضية ( الاجمال والتفصيل ) قضية
ينحل بها كثير من المعضلات , منها اشكال الدور المعروف الذى اورد على الشكل الاول
فى المنطق من ناحية منكرى الاستدلال والبرهان و هو انه ( القياس والبرهان ) لايوجب
لنا علما جديدا لان جميع اشكاله ترجع الى الشكل الاول وهو دورى لان من شرائطه كلية
الكبرى وهى تتوقف على شمول الكبرى للنتيجة وكونها معلومة ضمن الكبرى و الحال ان
العلم بالنتيجة ايضا يتوقف على كلية الكبرى و هذا دور ظاهر .
وقد اجاب عنه الشيخ الرئيس بعين ماذكرناه فى
التبادر و بيانها : ان كلية الكبرى تتوقف على العلم الاجمالى بالنتيجة واما ما
يتوقف على القياس فهو عبارة عن العلم التفصيلى بالنتيجة .
ثانيها : سلمنا ولكنه مختص بما اذا
اتحدالعالم والمستعلم ولا يتصور بالنسبة الى الجاهل باللغة المستعلم من التبادر
عند اهلها لانه يصير عالما بالوضع بتبادر
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 71