نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 592
اما الصغرى فلان الموارد مختلفة فتارة يكون وجود
الواجب مصداقا لجلب المنفعة واخرى يكون تركه مصداقا لذلك كالزكاة فان فى تركها
مفسدة جوع الفقراء و فقرهم الذى هو منشأ لمفاسد كثيرة فردية و اجتماعية كما يرشدنا
اليه ما ورد فى لسان الحديث[ . ( ان الناس ما جاعوا ولا افتقروا الا بذنوب
الاغنياء]( .
و اما الكبرى فلانها لا دليل عليها لا شرعا
ولا عقلا ولا عقلائيا :
اما شرعا فلانا نشاهد موارد كثيرة فى لسان
الشرع قدم جلب المنفعة فيها على دفع المفسدة , منها الجهاد الابتدائى فانه واجب مع
استلزامه مضارا شديدة كثيرة من الجراحات و قطع النسل والحرث لان جلب المصالح
الموجودة فيه من طريق ايجابه ( وهى ان تكون كلمة الله هى العليا و ان يظهر دينه
تعالى على الدين كله ) اهم من دفع تلك المفاسد , و نظير هذا المورد جميع الاحكام
الشرعية التى يوجب اتيانها تحمل رياضات شاقة و اضرار بدنية و مالية .
ان قلت : فما هو المقصود مما ورد فى بعض الروايات
من ان اجتناب السيئات اولى من كسب الحسنات .
قلنا : ان مضمون هذا القبيل من الروايات نفس
مضمون ما ورد فيها ايضا من انه [ ( لاقربة للنوافل اذا اضرت بالفرائض]( فيكون
موردها ما اذا لم تصل الحسنات الى حد اللزوم , و يشهد على هذا المعنى نفس هذه
الموارد التى قدم الشارع فيها جلب المنفعة على دفع المفسدة .
واما عقلا فلان العقل ينظر الى ميزان
الاهمية من دون فرق بين المصلحة والمفسدة فان رأى ان درجة اهمية المفسدة اكثر
يقدمها على المصلحة و ان رأى ان درجة اهمية المنفعة اكثر يقدمها على المفسدة ولا
خصوصية عنده للمفسدة من حيث هى مفسدة .
واما عقلائيا فلانا نشاهدهم انهم تارة
يقدمون المفسدة على المصلحة و اخرى بالعكس فيما اذا استهدفوا مصلحة عظيمة فانهم
مثلا فى الصناعات والتجارات يصرفون ثروة عظيمة بعنوان رأس المال و يستقبلون المضار
الكثيرة لمنافع هامة
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 592