ربما يقال بامكان كون هذه المسئلة مسئلة كلامية لانها تبحث عن ترتب الثواب على العبادات الاحتياطية و عدمه , و البحث عن الثواب و العقاب انما هو من شأن علم الكلام .

لكن قدمر فى بعض الابحاث السابقة انه لو كان الامر هكذا يلزم ان يكون قسم عظيم من الكتب الفقهية داخلا فى علم الكلام و هو كما ترى , بل معيار المسئلة الكلامية انما هو البحث عن وجود اصل الثواب و العقاب فى يوم القيامة على نحو الكلى لا البحث عن مصاديقهما .

المقام الثانى فى ادلة المسئلة

و استدل لها بامرين :

الاول : دعوى الاجماع من ناحية الشهيد ( ره ) فى الذكرى حيث قال : ( اخبار الفضائل يتسامح فيها بما لايتسامح فى غيرها عند اهل العلم( و الظاهر انه ذكر المسئلة بعنوان مسئلة اصولية , كما ان ظاهر قوله ( عند اهل العلم( العامة و الخاصة معا .

الثانى : طائفة من الاخبار التى فيها صحيح السند ( كروايتى هشام بن سالم الاتيتين ) و فيها ضعاف اومرا سيل .

1 ما رواه هشام بن سالم عن ابى عبدالله ( ع ) قال :من بلغه عن النبى صلى الله عليه و آله شىء من الثواب فعمله كان اجر ذلك له و ان كان رسول الله صلى الله عليه و آله لم يقله )) [1] .

2 ما رواه هشام بن سالم ايضا عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من سمع شيئا من الثواب على شىء فصنعه كان له , و ان لم يكن على ما بلغه( [2] .

و الظاهر عند النظر البدوى كونهما روايتين مستقلتين ولكن عند الدقة يحتمل قويا اتحادهما كما لا يخفى .

[1]الوسائل ابواب مقدمة العبادات , الباب 18 , ح 3 .

[2]الوسائل ابواب مقدمة العبادات , الباب 18 , ح 6 .