يكشف عن قول المعصوم ( ع ) تعبدا .

و ربما يقال : ان ثمرة البحث عن مفهوم التقليد تظهر فى مسألتى البقاء على تقليد الميت , و العدول من حى الى غيره , فانا اذا فسرناه بالالتزام و فرضنا ان المكلف التزم بالعمل بفتوى مجتهد ثم مات ذلك المجتهد فله ان يعمل على فتاواه لانه من قبيل البقاء على تقليد الميت , و ليس تقليدا ابتدائيا له , و هذا بخلاف ما اذا فسرناه بالاستناد الى فتوى المجتهد فى مقام العمل لانه حينئذ من قبيل تقليد الميت ابتداء لعدم استناد المكلف الى شىء من فتاوى المجتهد الميت حال حياته فى مقام العمل .

و هكذا فى مسئلة العدول من حى الى غيره , لانه اذا التزم بالعمل بفتيا مجتهد , و فسرنا التقليد بالالتزام حرم عليه العدول عن تقليده لانه قد قلده تقليدا صحيحا ولا مرخص له للعدول , و هذا بخلاف ما اذا قلنا ان التقليد هو الاستناد الى فتوى المجتهد فى مقام العمل لانه حينئذ لم يتحقق منه تقليد المجتهد ليحرم عليه العدول بل لا يكون رجوعه لغيره عدولا من مجتهد الى مجتهد آخر [1] .

ولكن يرد عليه ان هذا انما يتم لو كان دليل الجواز على البقاء على تقليد الميت او العدول من حى الى آخر هو معاقد الاجماعات المشتملة على لفظ التقليد , ولكن قد عرفت فى السابق و سيأتى مشروحا ان شاء الله انه ليس كذلك فهذه الثمرة ايضا ساقطة .

2 مباحث التقليد

و يقع البحث فيه فى ثلاث مقامات :

المقام الاول فى جواز التقليد للعامى .

لا اشكال فى انه لابد من ان يكون العامى مجتهدا فى خصوص هذه المسئلة

[1]التنقيح , ج 1 , ص 81 82 .