نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 66
والاصرح منها قوله تعالى :﴿فاتقوا الله ما استطعتم﴾ و تقريب الاستدلال بهذه الطائفة ان الاحتياط فى الشبهات مصداق من
مصاديق التقوى و التقوى , واجب بظاهر هذه الايات لان الامر ظاهر فى الوجوب .
و قبل الجواب عن هذه الطائفة ينبغى بيان
معنى التقوى فى اللغة فنقول : انها اسم مصدر من مادة الوقاية على وزن فعلى , اصلها
و قيى فابدلت الواو بالتاء و التاء بالواو [1] , و هى كما فى قاموس اللغة بمعنى
الاجتناب و الحذر عن كل ما يحذر منه , و هذا لابأس به اذا كان مفعولها غير البارى
تعالى , كقوله تعالى﴿فاتقوا يوما﴾ او﴿فاتقوا النار التى . . .﴾او(( اتقوا فتنة لا
تصيبن . . .﴾و اما اذا كان المفعول وجود البارى كقوله
تعالى﴿فالتقوا الله ما استطعتم﴾ فلا بد من تقدير فيها كما ذكره المفسرون لعدم كونه تعالى ممن يحذر
منه كما لا يخفى , و هذا بنفسه قرينة على تقدير شىء نحو عصيان الله ( فاتقوا عصيان
الله ) او عذاب الله او حساب الله , كما ورد فى قوله تعالى :﴿و اما من خاف مقام ربه . . .﴾.
هذا كله فى معنى الكلمة
ثم نقول : يرد على الاستدلال بالطائفة
المزبورة على الاحتياط انه يمكن النقاش فى صغرى كون الاحتياط فى الشبهات من مصاديق
التقوى الواجبة حيث انها عبارة عن الاتيان بالواجبات و الاجتناب عن المحرمات , و
اما ترك الشبهات فهو مرتبة عالية من التقوى ولا دليل على وجوبها بجميع مراتبها كما
ان الاجتناب عن المكروهات ايضا من مراتبه و هو غير واجب .
الطائفة الثانية : ما دل على النهى عن القول
بغير علم , منها قوله تعالى :انما يأمركم بالسوء و الفحشاء . . .
و ان تقولوا على الله ما لا تعلمون﴾ [2]و منها قوله تعالى :﴿قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها . . .
و ان تقولوا على الله ما لا تعلمون﴾ . [3]