نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 644
و منها : انسداد باب الاجتهاد , فان قولهم
بانسداد باب الاجتهاد و حصر جواز الفتوى عى الائمة الاربعة لهم انما نشأ من كثرة
الفتاوى الحاصلة من الاجتهاد بالرأى , و وقوع الخلاف الشديد بين الناس باختيار بعض
هذه الفتاوى , فقد ألجأهم ذلك الى سد هذا الباب , حتى يرتفع الخلاف على هذا
المستوى , فصار مصداقا للمثل المعروف : ( كم أكلة منعت أكلات( ( اذ كانت الاكلة
الاولى سببا للامراض الموجبة للحرمان ) .
و منها : وقوع الفوزى و الهرج و المرج
الفقهى و القضائى , للزومه وجود آراء متضادة و متعددة بعدد المجتهدين فى مسئلة
واحدة , بل انه اكثر فسادا و اسوء حالا من المجالس التقنينية فى يومنا هذا , كما
اشرنا اليه سابقا فى اوائل مبحث الاجتهاد و التقليد فى الامر الثانى ( حيث ان امر
التشريع فيها انما هو بيد جماعة تسمى بشورى التقنين لا فرد فرد من علمائهم و
متخصصيم , و هم يضعون لقطر من أقطار الارض , و الواضعون جماعة كثيرة من العقلاء ,
مندوبون عن الجماهير الكثيرة , بخلاف القول بالتصويب , لانهم قد يكون فى بلد واحد
, او قرية من القرى مجتهدون متعددون , و يكون لكل واحد منهم رأى و تقنين على حسب
ظنه الشخصى ) .
و هذا هو الذى سبب انسداد باب الاجتهاد فى
اواخر القرن الرابع من ناحية زعماء القوم بعدما احسوا خطرا عظيما , و هو اضمحلال
الدين و هدم نظام الامة , لاختلاف الاراء جدا , فحددوها فى الاربعة المعروفة , و
سددوا باب الاجتهاد على السائرين .
و قد اشار الى هذا المعنى فى خلاصة التشريع
الاسلامى فقال : ان سد باب الاجتهاد نشأ من اربعة عوامل :
الاول : توجه العلماء الى المسائل السياسية
و انغمارهم فيها , و تخلفهم عن المسائل العلمية الفقهية , فاضطروا الى القول بان
المجتهد و القادر على الاستنباط هو العلماء الاولون فحسب .
الثانى : تحزب المجتهدين و دخول كل واحد
منهم فى حزب و خط سياسى
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 644