نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 600
لكن الانصاف ان هذا مجرد فرض فان من
المحالات جدا ان تحصل للانسان ملكة الاستنباط بمجرد تحصيل المبادى ولو لم يتصد
للاستنباط فى حكم واحد , بلا فرق بينها و بين سائر الملكات , و ان شئت فاختبر نفس
من لدن الشروع فى تحصيل علم الفقه و مبانيها فأنك ترى لزوم الممارسة فى تطبيق
القواعد الاصولية على مصاديقها و ممارسة رد الفروع الى الاصول فى كثير من الكتب
التى يدرس فى الحوزات العلمية ككتاب مكاسب الشيخ و غيرها فان طلاب الفقه لا يقدرون
على الاجتهاد حتى فى حد التجزى بدون هذه الممارسات .
و الحاصل انه لا فرق بين علم الطب و علم
الفقه و غيرهما من العلوم فى لزوم الممارسة مدة طويلة فى تطبيق القواعد على
مصاديقة ورد الفروع الى اصولها فى العمل حتى تتم ملكة الاجتهاد فيها , بل من
المحال عادة حصول شىء منها بغير الممارسة العملية , فالعام بقواعد العلوم اذا لم
يكن ممارسا لها فى العمل لا يقدر على الاجتهاد فيها قطعا , ولو فرض قدرته عليه فى
بعض المسائل الساذجة فلا شك فى عدم قدرته على الاجتهاد فى المسائل الخطيرة المشكلة .
الامر
الثانى : فى ان الاجتهاد على قسمين :
الاجتهاد بالمعنى العام و الاجتهاد بالمعنى
الخاص ( و قد مر البحث عنهما فى مواضع مختلفة من الاصول ببعض المناسبات , و هيهنا
هو المحل الاصلى للتكلم عنه فلا بأس باعادته مع بسط و توضيح ) .
اما الاجتهاد بالمعنى العام فهو ما مر
تعريفه فى الامر الاول و يكون مقبولا عند الشيعة و السنة , و سيأتى ان الاخبارى
ايضا يمشى عليه فى مقام العمل و ان كان ينكره باللسان .
و اما الاجتهاد بالمعنى الخاص فهو مختص باهل
النسة , و المراد منه نوع تشريع و جعل قانون من ناحية الفقيه فيما لا نص فيه على
اساس القياس بالاحكام
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 600